يعيش موالو ولاية الجلفة هذه الأيام معاناة كبيرة في تربية الماشية جراء تقلص مساحات الرعي بسبب الجفاف ونقص الأعلاف، ما دفع بالمصالح الفلاحية المحلية إلى اتخاذ إجراءات استعجالية لنجدة هذه الفئة التي تشكل أساس الاقتصاد المحلي.
وقد بدأت معاناة الموالين، حسب الحاج المختار وهو موال من الجهة الجنوبية للولاية، مع الجفاف الذي عصف بالمنطقة وأدى الى تقلص مساحات الكلأ وزوالها في كثير من الجهات، ما جعل الموال في رحلة بحث عن الأعلاف مهما كلفه الأمر.
وسجل الحاج المختار أن الإجراءات التي شرعت فيها السلطات العمومية مؤخرا لكسر المضاربة في السوق السوداء للأعلاف، استحسنها الفلاحون، غير أنه يرى أن غياب حلول بديلة جعل انعكاساتها “وخيمة” على الموالين بسبب الجفاف المسجل.
وتتمثل هذه الإجراءات في غلق نقاط البيع العشوائي للأعلاف التي قامت بها كل من مصالح الدرك الوطني والتجارة في النصف الثاني من شهر جانفي الماضي، وذلك لمحاربة المضاربة في بيع هذه المادة.
وفي هذا الصدد، قال الموال مصطفى سعداوي من بلدية القديد إنه بالموازاة مع إجراءات محاربة المضاربة، كان “يجب إيجاد بدائل سريعة لتوفير مصادر دائمة للموالين لاقتناء الأعلاف لأن الكميات القليلة التي توفر للنعاج الولود من طرف تعاونية الحبوب، غير كافية”.
واعتبر ذات المتحدث أنه كان من الأجدر اختيار الفصل والموسم الذي يقل فيه اعتماد الموال على الأعلاف بشكل أساسي، كأن يتم البدء في مثل هذه الإجراءات في فصل الصيف الذي تكون فيه مساحات الكلأ متوفرة مع حصاد محاصيل الحبوب.
مساع لمرافقة الموال في هذه الظروف الصعبة
وبما أن ولاية الجلفة تشتهر بنشاط تربية المواشي وبالنظر لمساهمتها وطنيا بنسبة 10 بالمائة من إنتاج اللحوم الحمراء، وللتخفيف من الأثر السلبي لنقص الأعلاف على الشعبة، سارعت المصالح الفلاحية المحلية إلى اتخاذ إجراءات استعجالية للتخفيف من حدتها.
وفي هذا الخصوص، أكد مدير المصالح الفلاحية بالنيابة، مصطفى بن شريك في تصريح لـ “وأج”، أن الظروف التي يمر بها الموال لاسيما تلك المتعلقة بالجفاف واعتماد الموالين حاليا بشكل كبير على الأعلاف، جعلت مصالحه تسطر برنامجا استعجاليا يتضمن توزيع الحبوب على مستوى تعاونية الحبوب والبقول الجافة، وفق رزنامة البلديات والدوائر.
وتترجم جهود الدولة لمرافقة الموالين في عدة إجراءات أهمها توفير مادة الشعير العلفي الذي يستورد بالعملة الصعبة ويعرض على الموال بسعر منخفض لا يتجاوز 2000 دج، أي أقل من سعره العالمي، كما يستفيد الموال أيضا من مادة النخالة التي توضع تحت تصرف الموالين بأسعار في المتناول.
وإلى جانب هذه الإجراءات، ستفتح 8000 هكتار من المحميات الرعوية أمام الموالين في الأيام القليلة المقبلة بعدة بلديات، بغرض توفير مساحات الكلأ للماشية من المخزون العلفي الطبيعي.
من جهته، طمأن مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة بولاية الجلفة فيصل بن القاضي الموالين بتوفر الأعلاف، مؤكدا أن مخازن المؤسسة تتوفر على كميات تفوق 83 ألف قنطار وستستلم الأعلاف “دوريا”.
وذكّر السيد بن القاضي بالجهود المبذولة من طرف التعاونية، حيث تم في حصيلة لعام 2021، توزيع أزيد من 580 ألف قنطار على نحو 6647 موالا، مشيرا إلى أن البرنامج المسطر للتوزيع بالتنسيق مع الهيئات المعنية الذي تم الشروع فيه منتصف جانفي كانت بدايته بموالي بلدية الجلفة الذين استفاد حوالي 900 منهم من 25 ألف قنطار من علف الشعير المدعم.
وبدورها، تعمل وحدة تغذية الأنعام على توفير المادة العلفية للموالين بهدف مرافقتهم في ترقية الشعبة، وقد دخلت مؤخرا في شراكة جديدة مع الموالين في إطار ما أطلق عليه بالاتفاقية الثلاثية التي تضمن الأعلاف للموالين الذين يساهمون بدورهم في إنتاج اللحوم الحمراء، حسب رئيس القسم التجاري بذات الوحدة، محمد بلفرد.
وفي هذا الشأن، وفرت الوحدة العلف بأسعار لا تزيد عن 2.600 دج للقنطار، وقد استفاد منذ انطلاق العملية في شهر نوفمبر الفارط وإلى يومنا هذا، 10 موالين من برنامج توزيع ناهز 246 طنا، وفقا لنفس المسؤول.
وضمن تنفيذ تعليمات الوزارة الوصية، وزعت الوحدة منذ شهر مارس 2021 مقدار 62 ألف قنطار من مادة “النخالة” لفائدة 1152 موالا، وفقا لذات المتحدث.
القسم المحلي