تحدث دون سابق إنذار

الجلطة الدماغية… الاكتشاف المبكر يزيد فرص الشفاء

الجلطة الدماغية… الاكتشاف المبكر يزيد فرص الشفاء

في لحظة من اللحظات ودون سابق إنذار أو على الأقل دون إنذار واضح، يمكن أن يتعرّض أحد المقربين لجلطة دماغية تسبب حالة من الهلع، خصوصاً أن معظمنا يجهل كيفية التصرف في هذه الحالات الطارئة.

صحيح أن هذه الحالة قد تحصل دون إنذار مسبق، لكن ثمة عوامل خطر ومشكلات صحية يهملها المريض ويتجاهلها حتى يتعرض للجلطة.

 

الجلطة الدماغية.. الخلل المباشر

الجلطة عبارة عن خلل مفاجئ في تدفق الدم بأحد شرايين الدماغ، حيث يقلّ الارتواء الدموي في الشريان فتحدث أعراض الجلطة حسب الشريان المسدود في أحد مراكز الدماغ، فإذا انسد الشريان المؤثر على مركز الحركة يصاب الشخص بشلل نصفي بداية من الوجه والفك مروراً باليد ونهاية بالقدم، وإذا انسد الشريان المؤثر على مركز الإبصار يصاب بالعمى، وإذا حدث الخلل بالشريان المؤثر على مراكز الذاكرة والإدراك يصاب بقصور في الذاكرة أو اضطراب في الوعي، وهكذا تختلف الإصابة حسب الشريان المسدود.

 

أسباب تساهم في الإصابة بالجلطة

تصلّب الشرايين هو السبب الرئيسي، بالإضافة إلى أمراض القلب والذبذبة الأذينية واضطراب ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، ويجب معالجة تلك الأمراض على الفور والمتابعة مع طبيب الدماغ المختص لتجنب حدوث الجلطات في أي وقت.

إضافة إلى التدخين الذي يحتوي على مادة النيكوتين التي تؤدي إلى تقلص شرايين الدماغ وتقليل تدفق الدم فيها فيصاب الإنسان بالجلطة، فضلاً عن أنه يؤثر على بعض البروتينات الهامة في الدم مثل بروتين S وبروتين C، كما يرفع التدخين ضغط الدم، وهو عامل مهم في الإصابة بالجلطات.

 

مؤشرات تنذر بحدوث الجلطة

توجد أعراض شبيهة بالجلطة تعطي إنذاراً باحتمال الإصابة بها، تكون مدتها في البداية دقائق وقد تمتد إلى أقل من 24 ساعة، وتتمثل تلك الأعراض في تنميل بالجسم أو تلعثم في الكلام أو دوخة، ومن الممكن تكرار الأعراض لأكثر من مرة، وتزداد خطورة الأعراض إذا كان المريض يعاني أحد عوامل الخطورة التي ذكرناها سابقاً، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكر أو أمراض القلب، وهنا يحتمل الإصابة بالجلطة كاملة مع إعاقة مستمرة حسب وظيفة الشريان المسدود بالدماغ.

 

الخلط بين مؤشرات الجلطة ومؤشرات أخرى

بعض الأمراض في الجهاز العصبي من الممكن أن تتشابه مع أعراض الجلطة المنذرة، مثل مرض الالتهاب المتناثر، خاصة لو كان المريض صغير السن، حينها يضع الطبيب الاحتمالين، لذلك يجب أن نجري للمريض بسرعة أشعة مقطعية لتشخيص الحالة وتحديد علاجها.

الجلطة والعامل الوراثي

يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بالجلطة بنسبة تتراوح من 10 إلى 20 في المئة، وثمة خطر أيضاً إذا كان التاريخ المرضي للعائلة يحمل أحد عوامل الخطر، كالسمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض العيوب الخلقية في الدماغ، وهنا تزيد احتمالات إصابة الشخص بالجلطة في سن صغيرة.

خطر الإصابة بالجلطة والتقدم بالسن

على الإنسان بداية من وصوله إلى الأربعين أخذ الاحتياط بالكشف الطبي الدوري وعمل بعض التحاليل الطبية، مثل السكر وصورة الدم وقياس نسبة الدهون في الدم عالية ومنخفضة الكثافة، لأن المنخفضة هي سبب الخطورة، بالإضافة إلى قياس نسبة الدهون الثلاثية، وإجراء تحليل حمض البوليك.

الرجل أكثر عرضة للإصابة

أخطر على الرجل، لأنه أكثر عرضة لأمراض القلب، أما المرأة فتحميها الهرمونات الأنثوية من الجلطات وأمراض القلب، خصوصاً في سن الخصب، لكن عندما تقل الهرمونات في سن اليأس تتساوى درجة الإصابة بالرجل.

المضاعفات والنتائج

المضاعفات لو كانت كبيرة أو في مركز حيوي تؤدي إلى زيادة ارتشاح السائل النخاعي في الدماغ فيؤدي إلى الوفاة، كما أن طول فترة المرض والمكوث في السرير يؤدي إلى حدوث التهابات في الصدر قد تتطور إلى التهاب رئوي يؤدي إلى جلطة في الصدر قد ينتج عنها الوفاة، أو امتداد في شرايين الساق فتحدث جلطة في الساق، ويمكن تخطي المضاعفات بالسيطرة على عوامل الخطورة والعلاج بسرعة في أول ثلاث ساعات على الأقل، والأهم من علاج الجلطة محاولة منعها من البداية.

وفي حالة إصابة الشريان في مركز الحركة ومكانه بالفص الأمامي من الدماغ فيصاب غالباً النصف الأيمن من الجسم، وقد يصحبه تلعثم في الكلام وجمود في عضلات الوجه.

وتتوقف نسبة الشفاء من الفالج حسب مكان الجلطة وخطورتها، فثلث الحالات يتم شفاؤها والثلث الآخر قد يترك نسبة إعاقة والثلث الأخير يصاب بمضاعفات.

متى تؤدي الجلطة إلى غيبوبة؟

لو كانت كبيرة في الحجم وفي قشرة الدماغ فتؤدي لارتشاح حول الجلطة، وهذا يضغط على خلايا الدماغ ويؤدي إلى غيبوبة، أو أن تكون حدثت في جذع الدماغ لأنه مكان مراكز الوعي.

والوقوع في الغيبوبة لا يعني انعدام احتمال الشفاء وتخطي الحالة، لكنه مؤشر خطورة، لكن الأدوية تقلل الارتشاح الموجود في الدماغ، ويجب التنبيه مرة أخرى إلى أن العلاج دائماً يتوقف على سرعة نقل المريض إلى المستشفى.

أما العلاجات التي يمكن اللجوء إليها بعد الإصابة بجلطة، فهي أدوية الأسبرين ومشتقاته، والأدوية الفورية المذيبة للجلطة، ويختلف العلاج حسب كل حالة، فلو كان سبب الجلطة تصلباً في الشرايين، يكون الأسبرين الأفضل.

 

العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بالجلطة

أولاً إذا كان الإنسان كبيراً في السن عليه توخي الحذر، وإذا كان لديه تاريخ مرضي مع أمراض القلب، زيادة في الكولسترول، مرض السكر، ارتفاع حمض البوليك، خلل في كرات الدم الحمراء أو البيضاء، السمنة، ارتفاع ضغط الدم وأمراض السكر وأمراض القلب. لذلك يجب أن نحاول قدر الإمكان معالجة الأمراض الخطيرة وتجنبها.

 

العوامل التي يمكن أن تساعد على الحد من خطر الإصابة

أولاً الانتظام في العلاج وتناول أدوية سيولة الدم حسب الجرعة التي يحددها الطبيب، والانتظام في التحاليل الدورية، وعلاج أمراض عوامل الخطورة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام حتى ولو كان المشي لمدة نصف ساعة يومياً، لأنه يقلل من الكوليسترول منخفض الكثافة، وهو من أخطر العوامل المؤدية إلى الجلطة.

كما يجب الابتعاد عن التوترات والقلق وضبط الضغط، والاهتمام بالأكل الصحي والابتعاد عن الوجبات السريعة، والاهتمام بأكل الفاكهة واستعمال زيوت الأوميغا 3 في الطهو، مثل زيت الزيتون لأنها تحسن وتساعد على منع حدوث الجلطات وتحسن الذاكرة في الوقت نفسه.

ق. م