تواصل الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تكريس جهودها لدعم القضية الفلسطينية، سواء عبر العمل على توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، أو بإيصال صوت فلسطين إلى المحافل الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، من أجل تثبيت عضويتها الكاملة وتعزيز مكانتها الدولية.
الجزائر صوت فلسطين في المحافل الدولية
لطالما حملت الجزائر على عاتقها الدفاع عن الحق الفلسطيني، مسخرة دبلوماسيتها النشطة لدعم القضية في المؤتمرات الدولية والإقليمية. وقد لعبت دورا محوريا في تعزيز الاعتراف الدولي بفلسطين، بدءا من قيادة جهود منحها صفة العضو غير المراقب في الأمم المتحدة عام 1974، حيث كانت الجزائر الدولة التي أدخلت ياسر عرفات إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
معركة تثبيت العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
حيث تقود الجزائر، من موقعها كعضو في مجلس الأمن الدولي، جهودا مكثفة لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، باعتبارها خطوة أساسية لحماية حل الدولتين، القائم على مبدأ “الأرض مقابل السلام”، الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تقويضه بمبدأ “السلام مقابل السلام”، في محاولة لإنهاء مشروع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وفي كلمته بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، شدد الرئيس عبد المجيد تبون، على أن الجزائر، التي دفعت ثمنا باهظا لاستعادة سيادتها واستقلالها، ستظل وفية لمبادئها التحررية، ولن تدّخر جهدًا في دعم صمود الفلسطينيين حتى ينالوا حقوقهم كاملة.
رفض المخططات الاستيطانية والتهجير القسري
وفي ظل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى إفراغ فلسطين من شعبها الأصلي، عبر الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة، أكدت الجزائر رفضها القاطع لهذه المخططات، كما وقفت في وجه مشاريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وقدمت مشاريع قرارات في مجلس الأمن تدين هذه الانتهاكات. وفي أول شهر من عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، دعت الجزائر إلى عقد اجتماع حول التهجير القسري في غزة، حيث أكد المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، على ضرورة أن يكون موقف المجلس واضحا في رفض تهجير الفلسطينيين، والتأكيد على أن لا مكان لهم إلا على أرضهم، وأن أي تهجير يعد خرقا صارخا للقانون الدولي، لا سيما المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة.
موقف جزائري ثابت ونجاحات دبلوماسية
كما نجحت الجزائر في حشد الدعم الدولي لموقفها، حيث وافق مجلس الأمن بالإجماع على مقترح الجزائر برفض التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدة أن إدارة قطاع غزة يجب أن تكون شأنا فلسطينيا بحتا، بعيدا عن أي تدخل خارجي.
“إعلان الجزائر” خطوة حاسمة نحو المصالحة الفلسطينية
وإيمانا منها بأن وحدة الصف الفلسطيني هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق، استضافت الجزائر مؤتمرًا تاريخيًا يومي 11 و12 أكتوبر 2022، بمشاركة 14 فصيلا فلسطينيا، توّج بتوقيع “إعلان الجزائر” في 13 أكتوبر.
أهم بنود إعلان الجزائر
التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
إطلاق حوار وطني شامل لضمان انخراط جميع الفصائل في المنظمة. إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، الهيئة التشريعية لمنظمة التحرير، خلال عام من التوقيع. واستضافة الجزائر لاجتماعات المجلس بعد انتخابه، وهو مقترح حظي بإجماع الفصائل. تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يشمل القدس، خلال عام.
تشكيل “فريق عربي- جزائري” للإشراف على تنفيذ الاتفاق.
الجزائر.. درع الحماية العربية لفلسطين
وأصرت الجزائر على أن تظل القضية الفلسطينية مركز الاهتمام العربي، سواء داخل جامعة الدول العربية أو ضمن السياسات الوطنية للدول العربية، مؤكدة أن وحدة الصف العربي ضرورة لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية. كما دعا الرئيس تبون، خلال القمة العربية-الإسلامية الثانية بالرياض في نوفمبر 2024، إلى اتخاذ خطوات حازمة لدعم الفلسطينيين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، مشددًا على أن الجزائر لن تتوقف عن المطالبة بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
الجزائر.. وفية لمبادئها حتى تحقيق النصر الفلسطيني
لطالما اعتبرت الجزائر قلعة للمقاومة والتحرر، وهي تواصل اليوم مسيرتها الدبلوماسية لإحقاق الحق الفلسطيني، انطلاقًا من تاريخها النضالي وقناعتها بأن الاستقلال لا يتحقق إلا بوحدة الصف، والتمسك بالحقوق، ومواصلة الكفاح حتى رفع راية فلسطين على كامل أراضيها وعاصمتها القدس الشريف.
إيمان عبروس