بعد إسدال الستار على الألعـاب الإفريقيـة المدرسيـة

الجزائر وفت وكسبت الرهان

الجزائر وفت وكسبت الرهان

شهدت منافسات الطبعة الأولى للألعاب الإفريقية المدرسية التي أسدل الستار على فعالياتها، الثلاثاء، بأربع مدن جزائرية سطيف، قسنطينة، سطيف وعنابة، تنظيما محكما وتهيئة ميدانية محترفة، حيث ساد الانضباط الفني، ووفرت اللجنة المنظمة كل الشروط الضرورية لضمان نجاح هذه الطبعة الأولى من الألعاب المدرسية القارية، كما عرفت التظاهرة حضورا جماهيريا لافتا، خاصة من العائلات المحلية، مما أضفى طابعا احتفاليا عزز الروح التنافسية بين الوفود المشاركة.

واختتمت التظاهرة الرياضية المدرسية وسط تحد كبير رفعته الجزائر لأجل إنجاح هذا الحدث، وراهنت على اكتشاف مواهب رياضية صاعدة في مختلف التخصصات الرياضية الفردية منها والجماعية، ورسخت صورة إيجابية عن قدرة التلاميذ الرياضيين على التمثيل المشرف في المحافل الدولية، متى توفرت لهم الرعاية والتأطير. وبهذا التنظيم المحكم والاشادة بحسن الاستقبال والإقامة، ستكون الجزائر قد بلغت الرهان المسطر من استضافة الألعاب المدرسية الإفريقية، التي جاءت تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والمتمثل في تجسيد شعار النسخة الأولى من التظاهرة الرياضية القارية، لأن تكون “رافعة لتطوير الرياضة المدرسية في إفريقيا” أولا، وثانيا أن تشكل فرصة لبناء جيل من الرياضيين يعمل على تحقيق الانجازات، وتجسيد “انطلاقة حقيقية لأبطال الغد”.

وقد فتحت هذه المشاركة الباب أمام الهيئات الرياضية الافريقية لمزيد من الاستثمار في الفئات الشابة، والعمل على تطوير برامج التكوين وتوسيع القاعدة السفلى التي تجمع بين القوة والانضباط، وعليه كان أبطال الجزائر في الموعد وفي مستوى الحدث القاري، ورفعوا التحدي بتحقيق إنجازات كبرى، واعتلاء منصات التتويج في مختلف المنافسات والتخصصات، وأهدوا الجزائر ميداليات نفيسة جعلتها تحتل الصدارة في جدول ترتيب الميداليات بمجموع 223 موزعة على 97 ذهبية، 73 فضية و53 برونزية، متقدمة على مصر التي جمعت 110 ميدالية (58 ذهبية، 30 فضية و22 برونزية)، ثم تونس بمجموع 141 ميدالية (28 ذهبية، 64 فضية و49 برونزية)، حسب الجدول الرسمي الصادر عن اللجنة المنظمة.

نتائج واعدة في قادم الاستحقاقات

تألق رياضيي “الخضر”، كان نتيجة حتمية لعمل مشترك ومتواصل، بداية بالسلطات العليا للبلاد التي لم تدخر جهدا في توفير الظروف الملائمة لهذه التظاهرة الرياضية الافريقية، وعلى رأسها البنية التحتية الرياضية التي باتت تمتلكها الجزائر، وأهلتها لاحتضان المنافسات القارية الكبرى عن جدارة، وجاهزية مرافقها لاستقبال الوفود المشاركة، إلى جانب المدربين والرياضيين الذين كانوا بدورهم في الموعد لتحقيق الفوز، وتسطير مشوار بارز نحو مسيرة احترافية في مجال الرياضة، من خلال المرافقة ومواصلة التكوين استعدادا لمنافسات دولية أخرى.

بروز ملحوظ للمشاركين الجزائريين

عرفت الطبعة الأولى للألعاب الإفريقية المدرسية، بروزا ملحوظا للمنتخبات الجزائرية للشباب خلال المنافسات والتي شاركت لأول مرة، في عديد الاختصاصات، وهو ما اعتبره المتتبعون والملفت للانتباه والمشجع، لتلك العناصر التي بسطت سيطرته ولأول مرة على الرياضات التي شاركوا فيها وتعلق الأمر برياضات المصارعة، الجيدو، الملاكمة، ألعاب القوى، التجذيف الشاطئي، الكانوي كياك، الدراجات والمبارزة. وفي تقييمه للمستوى الفني للمنتخبات الجزائرية المشاركة في هذا الحدث، قال رئيس اللجنة التقنية للتنظيم الرياضي، ادريس حواس: “هذه الطبعة الأولى من الألعاب التي رفعت فيها الجزائر تحدي كبيرة في تنظيمها، عرفت تألقا ملفتا وسيطرة كلية لرياضييها وفي أغلبية الاختصاصات”، مضيفا: “المستوى كان جيدا في بعض التخصصات كالمصارعة، الجيدو، ألعاب القوى والملاكمة، وهي تؤكد التكوين القاعدي الجيد الذي يحظى به الجيل الجديد من الرياضيين المتمدرسين”. وتابع في هذا الشأن: “هذه الدورة، سمحت ببروز أسماء جديدة أبانت عن إمكانيات فنية وبدنية معتبرة وقد سجل فيها الجزائريون، أرقاما مشرفة في ألعاب القوى مثلا، وهو ما يعكس عمق العمل التحضيري والجاهزية النفسية والبدنية لهؤلاء الشباب قبل مواعيد رياضية دولية هامة، كالألعاب الأولمبية للشباب بالسنغال 2026”.

ب. ص