أفاد مستشار الدولة ووزير الشؤون الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، وانغ يي، أمس، عقب استقباله من طرف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، رمطان لعمامرة، أن الصين “تتوافق وتقاسم الجزائر الرؤى فيما يتعلق بالمسائل السياسية والأزمات الدولية”.
وقال وانغ يي أن “هناك تطابق في وجهات النظر في معظم هذه المسائل، وتقارب وجهات النظر في عدة مسائل أخرى”.
وتباحث لعمامرة مع نظيره الصيني الوضع الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، حيث شددا على دعم دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأكدا صلاحية وجدارة المبادرة العربية للسلام، وتأييد الصين لحل الدولتين والعيش جنبا إلى جنب في كنف الأمن والإستقرار. كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول الأزمة الليبية، والنزاع في الصحراء الغربية، وناقشا دعم الصين للتنمية في القارة الإفريقية، واستعرضا مسائل ذات الاهتمام المشترك.
الصين ستواصل دعمها الجزائر
وقال وانغ يي أن الصداقة التي تجمع بين الصين والجزائر ستظل “صامدة أمام تغيرات الأوضاع الدولية التي تزداد أزماتها مع مرور الوقت”.
وأشاد وانغ يي بوقوف الجزائر دائما إلى الجانب الصيني في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية، وقال أن “ستواصل دعم الجهود الجزائرية لصيانة الاستقلال ووحدة الأراضي”.
وأكد وانغ يي “ضرورة تكريس معادلة جديدة في التعاون وتسريع وتيرة التشاور والتوقيع على خطط للتعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين”، إلى جانب برنامج تنفيذي للتعاون ضمن في بناء حزام الطريق، وفي المجالات ذات الأولوية الكبرى في الثلاث سنوات المقبلة، وذلك من أجل تحقيق تنمية سريعة في الجزائر.
وتحدث وانغ يي عن الجهود التي بذلتها بلاده والجزائر كبلدين ممثلين عن الدول النامية، وقال”سنعزز الوحدة والتضامن للحفاظ على الحقوق والمصالح المشتركة للدول النامية، مع تعزيز التنسيق والتواصل في الشؤون الدولية والإقليمية والدفاع عن العدل والعدالة الدوليين”.
وأضاف وانغ يي أن “الجزائر والدول النامية والأصدقاء في العالم، وقفوا إلى جانب الصين بكل ثبات طيلة 50 سنة، صمدوا أمام الضغوط، ودعموا العدل والحق، ظلت الصين والدول النامية تقف في خندق واحد، وهي اليوم لن تخيب أملهم”.
وقال وانغ يي أنه بفضل مساندة ودعم الدول النامية للصين “وصلنا إلى المستوى الذي نحن عليه اليوم، لذا فإن الصين ستقدم مساهمات ضخمة لتعزيز رفاهية الدول النامية، وسيكون دوما مصيرنا واحدا ومشتركا”.
وأبرز وانغ يي أن بلاده التزمت بتعهداتها إزاء الدول النامية، مؤكدا أن “صوت الصين في الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي دائما لصالح هذه الدول”.
وأكد وانغ يي على أن الصين تلتزم باستبدال المواجهة بالحوار، والتصدي لسياسة القوة، الا أنها “لن تخضع للقوة ولن تتراجع أمام الصعوبات، وستدافع بكل قوتها على سيادتها واستقلالها، وتمضي في المطالبة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
كما أكد وانغ يي على رفض الصين “القاطع” للهيمنة وسياسة القوة، والدفاع بكل ثبات على الحقوق المشروعة للدول النامية، وطالب “بكل حزم” بزيادة التنسيق مع الدول النامية في الحوكمة العالمية، وتكريس القيم المشتركة المتمثلة في السلام والتنمية والعدل والعدالة والديمقراطية.
الصين تتعهد بفتح سوقها أمام المنتجات الجزائرية
وفيما تعلق بتداعيات جائحة كورونا، وتأثيرها على التبادل التجاري بين البلدين، اعتبر وانغ يي أن الأمر لا يعدو يكون مجرد “صعوبات عابرة فقط”، معربا عن تفاؤله بشأن أفق التعاون التجاري المتبادل بين الصين والجزائر.
وقال وانغ يي أن الصين “تولي اهتماما بالغا لتعزيز التجارة مع الجانب الجزائري، وتحرص على فتح السوق الصينية أمام الجزائر”.
وثمن وانغ يي حملة التطعيم التي تقوم بها الجزائر لمجابهة فيروس كورونا، مبرزا تبادل الدعم والمساندة بين البلدين في ظل تفشي جائحة كورونا، وذلك من أجل التغلب على الصعوبات، خاصة في ظل “التعاون الوثيق” الذي يجمعهما في مجال التصدي لهذا الوباء.
وأعرب وانغ يي عن استعداد بلاده لمواصلة تقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى الجزائر، وقال “سنقدم كل ما في وسعنا من لقاحات، ومهما كان عددها، طالما أن الجانب الجزائري بحاجة إليها، وهذا إلى غاية انتصاره على هذه الجائحة بشكل سريع ونهائي”.
لعمامرة: الجزائر والصين تعملان على انجاز اتفاقيات مهمة
من جهته، أعلن وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، عن اتفاقه مع نظيره الصيني “العمل سويا إلى غاية نهاية هذه السنة، لإنجاز اتفاقيات مهمة ذات البعد الاستراتيجي في علاقات البلدين الثنائية، والتي تندرج ضمن رزنامة زمنية”، مشيرا إلى أنه “سيتم التوقيع عليها عندما تكون جاهزة”.
وأضاف لعمامرة “أنا على يقين بأننا سننجز فعلا هذه الخطوات المهمة التي ستدفع شراكتنا الى ما نصبو اليه”.
وقال لعمامرة أنه خلال المباحثات تم استعراض الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تربط بين البلدين، حيث تم التوصل إلى استنتاج مفاده أن البلدين تمكنا من إنجاز الكثير، وإنما هناك فضاء لإنجاز تقدم في العديد من المجالات في المنطقة الافريقية”.
وأعرب لعمامرة على تجديد العزم بين البلدين للعمل على رفع مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى مستوى العلاقات السياسة التاريخية “التي لطالما كانت هي الدافع الأساسي لقوة العلاقات الجزائرية الصينية التي لطالما كانت هي الدافع الأساسي لقوة العلاقات الجزائرية الصينية منذ ان إعترفت الجمهورية الصينية الشعبية في 1958 بالحكومة المؤقتة الجزائرية، ونحن نتذكر هذا الحدث التاريخي الهام و نتذكر بعض المحطات الأحرى في علاقاتنا مع الصين الشعبية”.
و نوه رمطان لعمامرة بأن ضيف الجزائر قد حظي باستقبال من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي كان محاطا بالعديد من الوزراء الذين يشرفون على قطاعات تهمهم بالدرجة الأولى الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الصين، مشيرا إلى أن “المحادثات لا تزال متواصلة مع وزراء هذه القطاعات، الأمر الذي يشكل إرادة قوية للقفز بعجلة الشراكة إلى مستويات أهم بين البلدين”.
وأعرب لعمامرة عن رؤيته بأن “الأمم المتحدة أصبحت اليوم بوثقة تنصهر فيها أمال وتطلعات الشعوب في مستقبل أفضل تسوده العدالة والسلام والإنصاف”، آملا أن “تواصل الصين عملها في مجلس الأمن الأممي بصفتها ممثلا لكافة الدول النامية ولحركات التحرر في المنطقة الإفريقية”.
الصين تدعم موقف الجزائر بشأن فلسطين المستقلة
وقال لعمامرة “تباحثنا الأزمة في الشرق الأوسط و بوجه الخصوص القضية الفلسطينية، وأكدنا على دعم دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعلى صلاحية وجدارة المبادرة العربية للسلام”، مشيرا إلى تأييد الصين لحل الدولتين والعيش جنبا إلى جنب في كنف الأمن والإستقرار.
وأضاف “كما تبادلنا وجهات النظر حول الأزمة الليبية، والنزاع في الصحراء الغربية، وناقشنا دعم الصين للتنمية في القارة الإفريقية، واستعرضنا مسائل ذات الإهتمام المشترك”.
وأوضح لعمامرة أنه “بالإمكان إضافة قطاعات جديدة إلى القطاعات الاستراتيجية، والعمل على جمع شروط إنطلاقها على أساس علاقة رابح-رابح”.
وبخصوص احتفال الصين والعالم بالذكرى الخمسين لإسترجاع مقعدها الدائم في مجلس الأمن الأممي، عبر لعمامرة بعد إشارته للدور الذي لعبته الجزائر في تحقيق ذلك، عن إيمانه بأن “دمقرطة العلاقات الدولية كانت تقتضي بأن تحتل الصين هذا المقعد الكبير في مجلس الأمن”.
وأكد لعمامرة على دور الصين في التوازنات التي يجب أن توجد على صعيد العلاقات الدولية كبير.
الرئيس تبون يستقبل وزير الخارجية الصيني
كان وانغ يي قد حظي، خلال زيارته، باستقبال من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمقر رئاسة الجمهورية، وبحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، ومدير الديوان برئاسة الجمهورية، نور الدين بغداد الدايج، ووزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، ووزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، ووزير الأشغال العمومية، كمال ناصري، ووزير النقل، عيسى بكاي.