جسّد التعاون الجزائري-الألماني خطوة جديدة نحو تعزيز التنمية الحضرية المستدامة، حيث شهدت ولاية قسنطينة نهاية الأسبوع المنصرم، زيارة فريق من الخبراء الألمان في إطار مشروع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) الموجه خصيصًا لدعم التطور الحضري وتحسين أنماط العيش في المدن الجزائرية.
وقد شكلت هذه الزيارة فرصة لعرض التقييم الأولي وخارطة الطريق المتعلقة بإمكانات المشي وأمن الراجلين بمركز مدينة قسنطينة، باعتبارها أول بلدية يتم التعاون معها في هذا المجال. ويهدف المشروع إلى تقديم رؤية حضرية شاملة من شأنها تعزيز جاذبية المدينة وتحسين ظروف تنقل المواطنين. وتضمن العرض الذي قدمه الخبراء الألمان الحصيلة النهائية لمشروع تقييم وضعية تنقل الراجلين وسلامتهم بوسط المدينة، استنادًا إلى أهداف رئيسية ارتكزت على تهيئة الفضاءات العمومية، وتطوير النقل العمومي، إلى جانب تعزيز أمن الراجلين، باعتبارها ركائز أساسية لأي تحول حضري عصري. كما شمل العرض جملة من الاستنتاجات والاقتراحات العملية مرفوقة بالتقدير المالي للعمليات المقترحة، سواء على المدى القريب أو البعيد، بما يسمح للسلطات المحلية بوضع مخطط عملي يوازن بين متطلبات التنمية الحضرية والإمكانات المالية المتاحة. وثمّنت السلطات المحلية لولاية قسنطينة هذه الدراسة التي اعتبرتها متناغمة مع تطلعاتها الرامية إلى تحسين إطار العيش الحضري، مؤكدة انطلاقها محليًا في تنفيذ بعض المحاور ذات الأولوية ابتداءً من نهاية السنة الجارية، وذلك استجابة لانتظارات السكان. كما جرى التأكيد، على إدماج المشاريع قيد الإنجاز ضمن هذه الرؤية الجديدة، وفي مقدمتها مشروع إعادة الاعتبار للمدينة القديمة، بما يعزز البعد التاريخي والثقافي لقسنطينة ويربطه برؤية تنموية حديثة.
سامي سعد
