“الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.. بوصلة الجزائر في مواقفها مع القضية الفلسطينية  

“الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.. بوصلة الجزائر في مواقفها مع القضية الفلسطينية  

ما تحمله الثورة الجزائرية وروح التضامن الشعبي الجزائري لفلسطين وشعبها في أكثر من مشهد ومحطة، بما في ذلك احتضانها لحوارات فصائل «منظمة التحرير» بين «حركة فتح»، وما كان يُعرف بـ «التحالف الديمقراطي» («الشعبية» و«الديمقراطية» و«الشيوعية» و«الفلسطينية»)، التي أفضت بنجاح لاستعادة الوحدة في إطار المجلس الوطني التوحيدي في أفريل 1987، والتي شكّلت رافعة جوهرية لاندلاع الانتفاضة الكبرى قبل نهاية ذلك العام – يؤكد أهلية الجزائر لتكون حاضنة استعادة الوحدة الفلسطينية الذي تجسد هذه السنة من خلال احتضان الجزائر لاجتماعات الفصائل الفلسطينية.

 

القضية الفلسطينية…قضية بين تمام الحق وتمام الباطل

قضية شعب دفع وما يزال يدفع، سقى وما يزال يسقي أرضه الطيبة بدماء أطيب حتى يسجل ويحفظ التاريخ على دفاتره التي تجمع بين صفحاتها كل قديم ممزوج بكل حديث، فإن لم تسع الصفحات أو بليت حتى، فما يحفر في الذاكرة لن تنال منه الأيام، ولهذا فلسطين منذ الأزل حاضرة في عقول وقلوب الأمة العربية والإسلامية، بما فيها الشعب الجزائري.

 

تاريخ الـ 29 من نوفمبر… لأجلك يا فلسطين

يعيش العالم بأسره، وفي كل عام، تاريخ الـ 29 من شهر نوفمبر، اليوم الدولي لمساندة القضية الفلسطينية، وبهذه المناسبة، تنظم الهيئة العامة لإذاعة وتلفزيون فلسطين، الخميس، “اليوم الإعلامي المفتوح” لدعم القضية الفلسطينية وصمود القدس، والتي ستنقل بثها المحطات الإذاعية والتلفزيونية العربية، وهو اليوم الذي توجهت فيه القيادة إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية فلسطين بصفة دولة مراقب.

وستركز إذاعة صوت فلسطين في اليوم المصادف لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من التاسعة صباحا وحتى التاسعة ليلا بتوقيت القدس، على إبراز فلسطين حضاريا وثقافيا وسياسيا، والتعريف بإجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى السطو على الأرض الفلسطينية، والتاريخ، والثقافة، والوجود الفلسطيني برمته على هذه الأرض المباركة.

كما يشمل اليوم الإعلامي المفتوح مجموعة أخرى من البرامج والمواد الموسيقية من إنتاج الإذاعات العربية الشقيقة، في إطار دعم القضية الفلسطينية وصمود القدس.

 

الشعب الجزائري “فلسطين في القلب”

بالرغم ما عاشه الشعب الجزائري من ظلم وقهر واستغلال واستدمار من قبل المستدمر الصليبي الفرنسي وما أتى بعدها من نكبات داخلية، يشهد لها التاريخ، ظل وفيا في حمله لهمّ القضية الفلسطينية، حيث شارك الإخوة الفلسطينيين، ليس فقط بالقلم ولكن بالأنفس والأرواح.
شاء من شاء وأبى من أبى، فالقضية العادلة لم يتزعزع مكانها على الأقل في قلوب كل جزائري وجزائرية منذ أكثر من نصف قرن من بزوغ شمس الحرية على بلد المليون ونصف المليون شهيد وما لم يدون في صفحات التاريخ أعظم وأكبر.

 

“نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.. بوصلة الموقف الجزائري من فلسطين

وكمحاولة من طاقم جريدة “الموعد اليومي” لمعرفة موقف المواطن الجزائري من هذه القضية التي ما تزال تعاني منذ أمد طويل من ويلات الصهاينة الآثمين، نزلت إلى الشارع والتقت بعضا من الأفراد الذين كانت لهم رؤى متشابهة حول موقفهم إزاء شعب وقضية تشكل لديهم الاستثناء.

“زينة” صحفية بالإعلام المكتوب قالت في الموضوع :”أنا لا أسميها بالقضية الفلسطينية بل القضية العربية التي تناساها كل العرب وانشغل عنها… ولا نتذكرها إلا حين يعلو أنينها من دوي القصف عليها”، وتضيف: “لا نملك نحن المواطنون شيئا سوى الدعاء للإخوان… ولكنهم دائما موجودون في قلوبنا والله، ففلسطين لا يجوز أن تكون قضية لعرب فلسطين فحسب، ولكنها قضية جميع العرب في جميع البلاد، ومن قال العكس، فقد أثم”.

من جهته، تحدث “محمد” وهو شاب في مقتبل العمر وخريج جامعة حديث، ولم يكن رأيه مخالفا لما قالته زينة، حيث أضاف قائلا: “القضية الفلسطينية قضية كل العرب والمسلمين على حد سواء، ولا تخص الفلسطينيين لوحدهم، بل هي قضية عزة لنيل الكرامة ضد الكيان الصهيوني الذي يعد خطرا على السلام في العالم، لذا ودون هوادة، الجزائري الحر لم ولن ينسى فلسطين مهما عاش”.

ولم يخف “محمد” تفاؤله الكبير تجاه الوضع الراهن في الدولة الشقيقة، فكما جاء على لسانه تعول الأمة على شبابها الواعي،

وفلسطين لها ذلك الشباب، وما دامت الدولة على حق، فما ضاع حق أبدا وراءه مطالبون.

 

مواقف خلدها التاريخ 

إن زعماء الجزائر في حقبة ما من الزمان وبالرغم من اختلافهم الفكري، وتنوع مجالات نضالهم، ضد المستعمر الغاصب، إلا أن قضية فلسطين جمعت فيما بينهم، في برامج عمل موحدة، ومشاريع دفاع ونصرة، تُعد صفحة مشرقة من صفحات التعاون والتآزر في بلادنا والنصرة للإخوان الفلسطينيين.
فقد كانت الجزائر بشعبها وحكومتها تتكلم فلسطين، في المحافل الدولية، سياسيا، عسكريا وحتى بما أوحى القلم، نثرا وشعرا، فكان الجزائري، يتحدث بقلب فلسطيني يترجمه لسان جزائري، حتى أنه وبفضل موقفنا الثابت إزاء قضية لم نجعلها يوما بعيدة عن شأننا، أصبحنا وسنظل من أقوى الدول التي تمسكت برأيها، حتى أننا نعد الدولة العربية الطاهرة والوحيدة التي لم تحلق على أرضها طائرة إسرائيلية، والدولة العربية الوحيدة التي لا تملك إسرائيل فيها سفارة.

 

وسنظل لكم مخلصين…
لذا، يجب على الجزائر أن تبقى على نهجها مع الدولة التي أكثر ما تربطه بينها أواصر الدين.

لذا، فإن المسؤولية تجاه فلسطين، تزداد ثقلا كلما تعاقبت الأزمان؛ وذلك لأن قضية فلسطين قبل عقود من الزمان كانت تتبناها أطراف كثيرة بجرأة وشجاعة، وتدافع عنها بحماسة، بما فيها الشخصيات الرسمية، وكنا نسمع الزعماء يدافعون عنها، ويصرحون بعدائهم للمحتل الصهيوني، أما اليوم فقد غابت عن ساحات الإعلام الرسمي كل المصطلحات والألفاظ التي تعبر عن النخوة والعزة والشجاعة في مخاطبة هذا العدو الشرس المتوحش، ومقارعته ولو بالكلام، والشعر والبيان.

ق.م