شدد مستشار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومؤسس منتدى الحوار، على اعتماد الجزائر على حلول سياسية ذكية لصد الخطر المحدق بها بالساحل، الذي قال إنه يشكو وضعا خطيرا مع تزايد التنظيمات الإرهابية
والتحرشات الدولية المتواصلة.
دعا يوسف مشرية على هامش الجامعة الصيفية الخاصة بإطارات جبهة البوليساريو المقامة في بومرداس، أئمة بالمغرب للوقوف في وجه الظلم المرتكب في حق الشعب الصحراوي، من خلال تنبيه الملك إلى حق هؤلاء في حريتهم، داعيا إلى جهاد الصبر والسلم وتفنيد الاتهامات التي تطالهم بمحاولة توريطهم مع الإرهابيين، قائلا إن الأعداء يراهنون على المجتمع الصحراوي ضمن أوراقهم لخلط منطقة الساحل، موكدا أنه شعب مسالم بمرجعية موحدة مالكية سنية يتعايش مع الآخر.
وأشار مستشار الشؤون الدينية إلى أن الأحداث الارهابية الأخيرة تؤكد على الأخطار التي لا تزال تحدق بالجزائر وقد أودت الأولى بحياة 18 شخصا بينهم جزائري على مستوى عاصمة بوركنافاسو، في حين طالت الثانية بعثة الأمم المتحدة في شمال مالي التي شهدت قبل فترة تأسيس تنظيم إرهابي جديد هو “نصرة الإسلام والمسلمين”.
وقال المستشار يوسف مشرية إن الجزائر مجبرة على اعتماد مقاربة فكرية ذكية لصد الخطر المحدق بها بالساحل، الذي قال إنه يشكو وضعا خطيرا مع تزايد التنظيمات الإرهابية والتحرشات الدولية المتواصلة.
كما أكد مشرية أن الاضطرار إلى تكرار تجربة التحاور مع المتورطين في الأعمال الإرهابية كما سبق وأن حدث بالجزائر على مستوى الجبال والسجون، بمشاركة منه، ضروري ولكن هذه المرة المهمة تكون خارج الحدود، وهي المهمة التي تجدي المباشرة فيها في كل من مالي ونيجيريا، و تحظى بإقبال عدد كبير من الأئمة من مختلف الجنسيات انضموا إلى المسعى، داعيا في المقابل الجزائريين إلى تعزيز الجبهة الداخلية باعتبار أن الجزائر هي مصدر قوة الدول المحيطة بها بفعل جهودها في ضمان الاستقرار ليس فقط على أرضها ولكن حتى خارج حدودها.
وأوضح مشرية أن المسؤولية التاريخية للجزائر التي كان لها فضل نقل الإسلام إلى إفريقيا يفرض عليها تبني مقاربات فكرية ذكية تجنبها الفتنة والانزلاق الذي أضحى يطبع المشهد العام بالمنطقة، وحماية حدودها التي يستحيل تأمينها عسكريا فقط، خاصة مع الانفلات الأمني الذي تعرفه جل دول الجوار، معتبرا أن جهودا كبيرة تبذل في هذا السياق والتي امتدت إلى التنسيق مع زوايا الجنوب التي احتضنت الأفارقة من خلال طرقها الصوفية وتصوفها السني السلوكي، وكذا اعتمادها على الكلمة الطيبة في تسويق هذا الدين الذي تقبله سكان الساحل بكل أريحية.