الجزائر في صدارة الأدب العربي

الجزائر في صدارة الأدب العربي

تعد الجزائر في صدارة الأدب العربي في السنوات الأخيرة، بجانب وجود روائييه في القوائم القصيرة لكبرى الجوائز العربية، حيث استطاع اثنان من كتّابه الحصول على جائزتين من أكبر الجوائز العربية، هما: رواية للروائي الجزائري عبد الوهاب عيساوي، صدرت الرواية لأول مرة في العام 2019 عن دار ميم للنشر في الجزائر، وحازت على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2020، في الرواية خمس شخصيات تتشابك في فضاء زمني ما بين 1815 إلى 1833، في مدينة المحروسة، الجزائر، أولها الصحفي ديبون الذي جاء مع ركاب الحملة على الجزائر كمراسل صحفي، وكافيار الذي كان جنديا في جيش نابليون ليجد نفسه أسيرا في الجزائر، ثم مخططا للحملة، ثلاث شخصيات تتباين مواقفها من الوجود العثماني في الجزائر، وكما تختلف في طريقة التعامل مع الفرنسيين، يميل ابن ميار إلى السياسة كوسيلة لبناء العلاقات مع بني عثمان، وحتى الفرنسيين، بينما لحمة السلاوي وجهة نظر أخرى، الثورة هي الوسيلة الوحيدة للتغيير، أما الشخصية الخامسة فهي دوجة، المعلقة بين كل هؤلاء، تنظر إلى تحولات المحروسة ولكنها لا تستطيع إلا أن تكون جزءا منها، مرغمة لأنه من يعيش في المحروسة ليس عليه إلا أن يسير وفق شروطها أو عليه الرحيل.

الرواية الثانية لأحمد طيباوي، حصلت على جائزة نجيب محفوظ الأدبية، من الجامعة الأمريكية بالقاهرة لعام 2021، وتنقسم هذه الرواية، التي تجري أحداثها في 120 صفحة فقط، إلى جزئين. في الجزء الأول نعثر على سيرة السيد لا أحد القصيرة خلال نشأته وتعليمه وماضيه ككل، بينما سيرته الراهنة في الاعتناء بوالد صديقه المقعد تأخذ الزمن كله.

وكأن ماضي السيد لا أحد السابق على سكنه في شقة صديقه مراد كان عبارة عن فقاعات. كان ماضياً مر بسرعة وانتهى. بينما “ماضيه الجديد” الذي يُشكله خلال هذه الرواية هو ما يُمكن أخذه على محمل الجد. ولكن لو قرأنا هذا الجزء لرأينا أن “الماضي الجديد” أو السيرة الجديدة للسيد لا أحد لا أهمية لها أيضاً. وقد مضت أيضاً، وكان ذلك الماضي سيموت بشكل عادي، لولا أنه ترك وراءه جثة والد صديقه وهي تتعفن ميتة في الشقة التي في الطابق الأخير من بناء في منطقة شعبية.

ب/ص