تُدرَج الجزائر ضمن سبعة مشاريع هامة تشهدها القارة السمراء، تتمحور حول مجالات متنوعة مثل خطوط أنابيب النفط والغاز، الربط الكهربائي، واستغلال المعادن، حيث هذه المشاريع لا تقتصر على تعزيز أمن الطاقة بل أيضًا تساهم في تحقيق التكامل الإقليمي، مما يعزز العلاقات الاقتصادية بين الدول المعنية.
ووفق تحديثات مشروعات الطاقة في القارة السمراء لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد شكلت مشروعات الطاقة الإفريقية فرصة واعدة للاستثمار في الموارد الهائلة، ويضاعف التعاون المشترك هذه الفرص بالتغلب على تحديات مثل ضعف التمويل والبنية التحتية. وتكتسب المشروعات، أبعادًا أخرى بالخروج من إطارها الوطني إلى إطار إقليمي أوسع نطاقًا؛ إذ تعزز العلاقات البينية وتُسهِم بقدر أكبر في تلبية طلب المستهلكين. وترسخ المبادرات المشتركة العابرة للحدود مبادئ أمن الطاقة والربط بين أنحاء القارة؛ ما يضمن تحقيق النمو الاقتصادي المأمول. ومن بين مشروعات الطاقة الإفريقية المتنوعة، تم استعراض تطورات سبعة مشروعات مشتركة مقسّمة بين: خطوط أنابيب النفط، خطوط الغاز، الربط الكهربائي، المعادن، حيث أحرزت بعض مشروعات الطاقة الإفريقية تقدمًا، في حين لا يزال البعض الآخر متعثرًا بعض الشيء، وتتنوع أسباب ذلك بين: تحديات مالية ونقص الاستثمارات، وضعف البنية التحتية، أو الصراعات والعوائق السياسية والأمنية. من بين هذه المبادرات، يتصدر مشروع خط الأنابيب الجزائري-النيجيري الذي يربط إمدادات الغاز النيجيرية بالسوق الأوروبية عبر الجزائر والنيجر، مما يعكس قدرة الجزائر على لعب دور ريادي في تلبية احتياجات الطاقة العالمية. وتقدر تكلفة الخط المرتقب لنقل الغاز النيجيري بنحو 13 مليار دولار ويمكنه نقل 30 مليار متر مكعب سنويًا، وفق معلومات نشرها موقع أبستريم أون لاين. والتقى وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، نظيره النيجيري، نهاية سبتمبر 2024؛ لمناقشة تطورات المشروع ودراسة الجوانب المتعلقة بكل بلد من البلدان الـ3 المشاركة. وتسهم الجزائر في مشروعات أخرى تتعلق بتطوير بنية تحتية للطاقة وتوسيع شبكة الربط الكهربائي، مما يعزز من استقرار الطاقة في القارة ويدعم النمو الاقتصادي في دول المنطقة. وتبرز أهمية مشروعات خطوط أنابيب الغاز، مع تعطش الأسواق الأوروبية لاستيراد المزيد من إمدادات القارة السمراء؛ ما أنعش مشروعات الطاقة الأفريقية العابرة للحدود وتضافر الجهود لتطويرها.
سامي سعد