تواصل الجزائر نجاحاتها الدبلوماسية في شأن دعم القضايا العادلة في العالم على رأسها، القضية الفلسطينية، حيث باتت تبرز كقوة رئيسية لنيل الشعب الفلسطيني حريتهم، وتحتل موقعًا استراتيجيًا كشوكة في خاصرة الكيان، وتواصل بثبات دعمها لحق الشعوب في جميع المحافل الدولية، هذا الالتزام يتجلى بوضوح في استنكار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استضافة مؤتمر دولي حول لبنان، بمشاركة دول مثل الجزائر، التي لا تتوانى عن مناهضة السياسات الإسرائيلية.
وتظل الجزائر مثالًا حيًا للتضامن العربي، وتعكس الدور المحوري الذي تلعبه في تعزيز العدالة والسلام في المنطقة، مما يزيد من التحديات التي يواجهها الكيان وهو الذي أظهره بيان صادر عن مكتب، رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر فيه نتنياهو عن دهشته من نية ماكرون استضافة الجزائر لهذا المؤتمر، مشيرا إلى “أن دولًا مثل الجزائر، التي تعتبر شوكة في خاصرة إسرائيل في المحافل الدولية، تعمل على حرمان إسرائيل من حقها الأساسي في الدفاع عن النفس، وتعتبر تلك الدول تهديدًا لوجودها”، حسب زعائم نتن ياهو. وكان ماكرون قد أعلن مطلع الشهر الجاري، أن بلاده ستستضيف مؤتمرًا دوليًا للمساعدة في جمع المساعدات الإنسانية للبنان وتعزيز الأمن في جنوبه. وأكد ماكرون خلال اجتماع للدول الناطقة بالفرنسية أن هناك توافقًا على ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان، والتزامًا بتهدئة التوترات في المنطقة. ومخاوف إسرائيل من تعزيز تحريك الراي الدولي مجددا ضد مجازره التي بات يقوم بها بلبنان بعد فلسطين جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يندد بعزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على استضافة مؤتمر دولي في باريس حول لبنان، بمشاركة دول “ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود”، ومن بينها الجزائر، التي أصبحت تُعتبر شوكة في خاصرة الكيان في المحافل الدولية. ولا طالما اعتبرت الجزائر القضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من هويتها الوطنية، حيث تجسد ذلك في مواقفها المشرفة عبر التاريخ. وعُرفت الجزائر بدورها النشط في مناصرة الحقوق الفلسطينية، سواء في المحافل الدولية أو الإقليمية، حيث قامت بالتنديد بجرائم الاحتلال الغاشم واحتضانها لمبادئ الحرية والعدالة. وعبر السنوات، اتخذت الجزائر مواقف حازمة ضد الاعتداءات الإسرائيلية، حيث دعمت حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وقد عكست هذه المواقف تصميم الجزائر على مواجهة محاولات كسر الإرادة الفلسطينية، حيث اعتبرت أن أي عدوان على فلسطين هو اعتداء على قيم الحرية والكرامة الإنسانية. وقد تجذرت مواقف الجزائر الثابتة في تاريخها النضالي ضد الاستعمار، مما جعلها رمزًا للمقاومة والتضامن مع الشعوب المظلومة.
سامي سعد