كشفت بيانات حديثة صادرة عن الهيئة الإحصائية للاتحاد الأوروبي “يوروستات”، أن الجزائر احتلت المرتبة الثانية في قائمة الدول المصدّرة للغاز الطبيعي نحو أوروبا عبر شبكات الأنابيب، وذلك خلال الثلاثي الأول من سنة 2025، لتؤكد مجددا موقعها الاستراتيجي كمصدر موثوق للطاقة في خارطة الإمدادات الطاقوية نحو القارة العجوز.
ووفقا لما ورد في تقرير “يوروستات”، فقد ساهمت الجزائر بنسبة 19.4 في المائة من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المنقول عبر الأنابيب، وهو ما يعكس حجم الشراكة الطاقوية بين الجزائر ودول الاتحاد، ويؤكد على استقرار إمداداتها رغم التحديات التي يشهدها السوق العالمي للطاقة. وتأتي الجزائر مباشرة بعد النرويج، التي تصدرت الترتيب بنسبة 52.6 في المائة من نفس النوع من الإمدادات، فيما تفوقت الجزائر على باقي الدول، الأمر الذي يكرّس الثقة الأوروبية في القدرات الجزائرية على تلبية الطلب في سوق حساس ومعقد كالطاقة. ويكتسب هذا المعطى أهمية خاصة في ظل التحولات الدولية المتسارعة والضغوط الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على سلاسل التوريد، مما جعل الدول الأوروبية تبحث عن شركاء موثوقين يضمنون الاستمرارية في التزويد، وهو ما توفّره الجزائر بما تمتلكه من بنية تحتية متطورة لشبكات الأنابيب وقدرة إنتاجية عالية. كما أبرز تقرير “يوروستات” أن صادرات الجزائر من الغاز شهدت ارتفاعا معتبرا من حيث القيمة المالية، بلغت نسبته 19 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما يعكس أهمية الشراكة الطاقوية بين الجزائر وأوروبا، والقيمة المضافة التي تمثلها الإمدادات الجزائرية ضمن السوق الأوروبية، خصوصًا في سياق تزايد الطلب وارتفاع الأسعار في السوق الدولية.
م. ب