الجزائر تلعب دورها في الشرق الأوسط في الخفاء وفي العلن

elmaouid

  الجزائر- قال السفير الجزائري في طهران عبد المنعم احريز  إن التعاون الاقتصادي الجزائري-الإيراني شهد خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملموساً وواعداً يعكس صحة النظرة التي تتقاسمها وتشجعها السلطات العليا في كلا البلدين والتي تصبو إلى إعطاء بعد متميز للعلاقة الجزائرية -الإيرانية .

واعتبر السفير الجزائري، وفق ما نقلته  وكالة مهر للأنباء، أن مشاركة إيران ساهمت في إيجاد ظروف ملائمة لإبرام أول اتفاق معقول قررت بموجبه الدول الاعضاء في منظمة اوبك خفض وتقليص إنتاج البترول إلى مستوى من 32.5 مليون إلى 33 مليون برميل يوميا مقابل 33.47 مليون برميل يوميا ، مشيراً إلى أن الخبراء والمحللين المهتمين بسوق النفط العالمية اعتبروا اتفاق الجزائر  مكسبا حقيقيا وتاريخيا ونقطة عطف في الطريق الصحيح من أجل الوصول لاتفاق نهائي وناجح في الأسابيع المقبلة.

وأكد السفير الجزائري في طهران على  العلاقات الطيبة والأخوية مع كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن الجزائرلعبت دوراً بارزاً  من أجل تقريب وجهات النظر ومواقف هاتين الدولتين الكبيرتين والمهمتين في منظمة الاوبك.

وأشار احريز، حول تقيميه للعلاقات الثنائية بين الجزائر وإيران، إلى إن البلدين الشقيقين تربطهما علاقات صداقة وتضامن قوية وعريقة، يمكن القول بأن العلاقة الموجودة حاليا بين البلدين تعتبر نموذجا ومثالا يقتدى به من قبل الدول الاسلامية. فعلى الصعيد السياسي، هناك سنّة حميدة مستمرة ومثمرة في الحوار والتشاور على أرقى المستويات وخاصة في إطار اللجنة العليا المشتركة الجزائرية-الإيرانية.

وفي الشأن الاقتصادي، قال السفير الجزائري في طهران إن هناك جهودا حقيقية وواعدة من أجل إيجاد فرص جديدة للتعاون بما يسمح بتكثيف وتنويع المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مضيفاً أن السنوات الأخيرة سجلت العلاقات الاقتصادية قفزة نوعية تتمثل على سبيل المثال في زيادة عدد الشركات الإيرانية المتواجدة بالجزائر في إطار مشاريع الاستثمار والشراكة وارتفاع محسوس في ميزان التبادل التجاري الثنائي.

وأشار  احريز إلى زيارة العمل التي قام بها إلى طهران في شهر ماي الماضي  عبد السلام بوشوارب،   على رأس وفد هام ضم ما يقارب مئة رجل أعمال جزائري والتي كللت بالتوقيع على حوالي عشرين اتفاقية ومذكرة تعاون في شتى المجالات بين المؤسسات ورجال الأعمال في قطاعي العام والخاص في كلا البلدين، مشيراً إلى أن الجزائر وإيران وقعتا على أكثر من 55 اتفاقية تعاون وغالبيتها تتعلق بالجانب الاقتصادي في القطاعات المهمة كالأشغال العمومية، الفلاحة، النقل، البناء، مؤكداً أن هناك إمكانيات حقيقية وفي متناول المتعاملين والشركاء الاقتصاديين في إقامة مشاريع استثمار وشراكة في ميادين كثيرة ومن بينها تركيب وصناعة السيارات، الصناعات الغذائية، البتروكيمياء، التكنولوجيا الحيوية، صناعة الأدوية، مواد البناء، بناء السكن والأشغال العمومية والسياحة.

وعن اقتراح الجزائر نشر قوات سلام لحل أزمات المنطقة، علق السفير الجزائري في طهران بالقول إن الجزائر ترغب دائما في مساعدة الفرقاء والإخوة الأشقاء لإيجاد حل توافقي يرضي الجميع، منوهاً إلى أن الجزائر تعلن بشكل رسمي عن أي اقتراح  لأنها منذ استقلالها تعتمد سياسة عدم التدخل في الشؤون السياسية والداخلية لأي بلد إلا إنها ترغب في مساعدة المتخاصمين على إيجاد الحلول مع رفض التدخل.