كأس إفريقيا للأمم لكرة اليد للإناث (أقل من 17 سنة)

الجزائر تكتب التاريخ رياضيا وتنظيميا

الجزائر تكتب التاريخ رياضيا وتنظيميا

أسدل الستار، أمسية أول أمس، على النسخة 21 من كأس إفريقيا للأمم لكرة اليد للإناث (أقل من 17 سنة)، بتتويج المنتخب المصري على حساب نظيره التونسي، بنتيجة (  33-21)، في المباراة النهائية، التي أقيمت بالقاعة متعددة الرياضات للمركب الأولمبي “هدفي ميلود” بوهران، بحضور شخصيات رياضية، يتقدمها مدحت البلتاجي، النائب الأول لرئيس الكنفدرالية الإفريقية لكرة اليد، وحكيم شلفي ممثلا عن وزير الرياضة وليد صادي، ومراد بوسبت رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد وآخرين ممثلين لمختلف القطاعات ذات الصلة، بتنظيم هذه التظاهرة القارية.

كان التتويج المصري، متوقعا منذ بداية هذه البطولة، لما أظهرته المصريات من عزيمة، وإمكانيات مسلم بها، دلت على تحضير جيد مسبق، وتأطير فني مستمر عالي المستوى، فأتت على الأخضر واليابس في البطولة، وانتقمت لكبريائها الذي ضرب في مقتل في الطبعات الماضية، التي كان فيها المنتخب المصري لا يقوى على مجابهة المدارس القوية والعريقة في أدغال إفريقيا كغينيا وأنغولا والموزمبيق، ودون إغفال المدرسية التونسية التي كالمصرية باتت تزاحم هي الأخرى، وبنتائج مقبولة من طبعة لأخرى.

كانت مدينة وهران فأل خير على كرة اليد المصرية، التي وفي ظرف أسبوعين توجت بلقبين إفريقيين في فئتي أقل من 19  وأقل من 17 سنة، تربعت بهما على عرش اللعبة في القارة السمراء، وهذه النتائج لم تأت صدفة أو من العدم، بل كانت نتاج تخطيط دقيق وكد مستمر، وتصدر مصر، ومعها تونس الصفوف الأولى، هو في مصلحة كرة اليد النسوية الإفريقية، بحيث رسخا توجها ثانيا في السعي لتطوير الكرة الصغيرة في إفريقيا، وهو التكوين المحلي الخالص، بعدما تسيد الأول، والذي كان عبارة عن خليط بين التكوين والاسناد من عناصر محترفة في الخارج وبأوروبا تحديدا لسنوات. هذا التوجه، تبنته المدارس العريقة الغينية والأنغولية والموزمبيقية وأخرى بدأت تحذو حذوها، كالجزائر التي بدأت تسير في هذا الطريق، بعدما طعم منتخباها لأقل من 19 وأقل من 17سنة المشاركين في المنافستين القاريتين لهاتين الفئتين، بما لا بقل عن ثماني لاعبات محترفات تنشط جميعهن في فرنسا.

فالمنتخب المصري، كان الوحيد من المنتخبات المتواجدة في البطولة، من أسس بنيان منتخبيه لهذين الصنفين من الصفر، وبإنتاج محلي، جرى تدعيمه بتحضيرات نوعية مستمرة، وبتأطير فني من أكفأ المدربين المحليين، لذلك دخل المصريون المنافسة بكل ثقة، وبهدف التتويج لا غير الذي يعيد هيبة كرة اليد المصرية قاريا، وهو ما كان بتتويج منتخبي الوسطيات والشبلات باللقب الإفريقي لأول مرة في تاريخ كرة اليد في بلاد النيل، وهو ما ترجمه تصريح منتخب مصر لأقل من 17 سنة محمد دعبس، الذي قال فيه قبل انطلاق البطولة: “هدفنا واضح، وهو التتويج باللقب القاري، ولتحقيق ذلك سنعتمد على التدرج، والتركيز الكامل من مجموع الفريق، وحتى آخر لحظة، فنحن نملك مجموعة طموحة ومنسجمة، وسنواصل العمل معها بتفانٍ حتى بلوغ الأهداف المسطرة”.

ص/ب