أشرف المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، الأربعاء، على الندوة الاختتامية لبرنامج الشراكة الجزائرية-الأوروبية من أجل الاستثمار المستدام، وذلك في ختام مشروع استمر لأكثر من عام ونصف، حمل خلاله الكثير من الديناميكية والنقاش الاستراتيجي بين الجانبين.
وفي كلمته خلال الندوة، أكد ركاش أن هذا البرنامج، الذي انطلق في سبتمبر 2023، تحوّل إلى منصة فعّالة للحوار والتفكير المشترك والعمل الميداني بين الجزائر ودول الاتحاد الأوروبي، وهو ما ساهم في تعزيز صورة الجزائر كوجهة جاذبة وآمنة للاستثمار.
من التشخيص إلى الإنجاز.. وأضاف المدير العام أن ما تم تحقيقه ضمن هذا الإطار يعد خطوة نوعية، حيث تضمن تنظيم ثلاث ندوات كبرى، وإعداد دراسة استراتيجية حول سلاسل القيمة العالية الإمكانات، وتنظيم 14 مهمة استطلاعية شملت عدة عواصم أوروبية، كان آخرها في أثينا. وأسهمت هذه الأنشطة، في إعطاء دفع قوي لجهود الوكالة في الترويج للجزائر كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر، خصوصا في ظل التحولات الاقتصادية الدولية، وسعي الشركات الأوروبية إلى تقليص سلاسل التوريد والتموقع بالقرب من الأسواق الاستهلاكية.
التكامل الإقليمي خيار استراتيجي
وأشار ركاش، إلى أن هذه المرحلة يجب أن تنتقل الآن من مجرد تشخيص الفرص وتحليل الإمكانات إلى مرحلة تجسيد المشاريع على أرض الواقع، وذلك عبر إطلاق استثمارات فعلية تسهم في خلق القيمة، وتوفير مناصب الشغل، وتحسين التنافسية الاقتصادية، ما يخدم مصالح الطرفين. كما جدد التأكيد على التزام الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار بتوفير كل شروط الدعم والمرافقة اللازمة للمستثمرين، والعمل في مناخ من الشفافية والنجاعة والسرعة في معالجة الملفات.
الجزائر موقع استراتيجي وإمكانات واعدة
وشدد ركاش على أن المقوّمات الاقتصادية للجزائر، من موقعها الجغرافي الفريد، ومواردها الطبيعية الغنية، والإصلاحات الهيكلية الجارية، تمنحها مكانة قوية في سياق البحث الأوروبي عن شركاء موثوقين في الضفة الجنوبية للمتوسط. وفي ختام كلمته، توجه بجزيل الشكر إلى جميع الشركاء الذين أسهموا في إنجاح البرنامج، وعلى رأسهم بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، ووزارة الشؤون الخارجية، إلى جانب القطاعات الوزارية المختلفة، وخبراء مكتب الدراسات، ومكتب مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري.
إيمان عبروس
