-
ناصري يشيد بتولي الجزائر رئاسة مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي
-
السفير الإيفواري يؤكد تقدير بلاده للدور المحوري الذي تقوم به الجزائر من أجل مصالح الشعوب الإفريقية
حملت زيارة سفير جمهورية كوت ديفوار إلى مقر مجلس الأمة تأكيد متانة العلاقات التاريخية التي تجمع الجزائر وكوت ديفوار منذ عقود، حيث شكّل اللقاء مع رئيس المجلس عزوز ناصري فرصة لبحث آليات التعاون الثنائي وتوسيع مجالات الشراكة.
استقبل رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، سفير جمهورية كوت ديفوار بالجزائر، السيد ألفونس فوه ساهي، حيث شكل اللقاء مناسبة لتباحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حسب ما أورده بيان للمجلس. وأوضح نفس المصدر، أن اللقاء الذي جرى بمقر المجلس في إطار زيارة مجاملة أداها سفير جمهورية كوت ديفوار إلى ناصري، كان مناسبة لتباحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، في إطار الصداقة التي تجمعهما منذ سنة 1964. وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجلس الأمة على الاحترام المتبادل الذي يميز العلاقات الجزائرية-الإيفواري، داعيا بالمناسبة إلى تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي، وتنويع مجالات التكامل في إطار الفضاء الإفريقي لخدمة مصلحة
الشعبين. ونوه ناصري بالتضامن البرلماني القائم بين البلدين في إطار تعاون متعدد الأطراف، من خلال عضويتهما في الاتحادات البرلمانية الدولية والإفريقية والإسلامية. ولدى تطرقه إلى مختلف القضايا التي تهم الشأن القاري، أكد السيد ناصري “اعتزاز الجزائر بعمقها الإفريقي، ومساعيها لاستعادة القارة كل حقوقها وتمكينها من فرص الازدهار، وذلك وفق مبدأ أولوية الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، والذي ما فتئ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يؤكد عليه في كافة المنابر الدولية”. ومن ذات المنظور، أشار إلى أن التنمية لا يمكن أن تتحقق دون استتباب السلم والأمن في القارة، ودعا إلى تعزيز العمل الإفريقي المشترك من أجل إصلاح الأمم المتحدة، وتمكين إفريقيا من تمثيل دائم في مجلس الأمن الدولي. كما أكد ضرورة تفعيل مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد) باعتبارها “تجربة ناجحة” والعمل على إنهاء النزاعات في إطار إفريقي يركز على الحلول السلمية واحترام سيادة الدول وإرادة الشعوب، ويرفض التدخلات الخارجية ونهب الثروات وإملاء الحلول. كما جدد تأكيده على أهمية تظافر جهود جميع الأفارقة الذين عانوا طويلا من مآسي الاحتلال، من أجل تطهير القارة من آخر مستعمرة فيها، وذلك عبر تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وحول مستجدات القضية الفلسطينية، تطرق السيد ناصري إلى “الوضع الإنساني الخطير في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتواصل الجرائم الصهيونية في المنطقة دون ردع أو عقاب”, داعيا إلى “تكثيف الجهود لفرض حل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. من جهته، عبر السيد فوه ساهي عن تقديره الخاص للجزائر والاحترام الذي تكنه بلاده للجزائر وتاريخها المجيد، كما أبدى إعجابه بدولة المؤسسات التي تكرست في الجزائر الجديدة، وبالتغييرات الإيجابية التي رافقتها. ونوه السفير الإيفواري بجودة التشاور والتعاون السياسي بين البلدين الصديقين، معبرا عن رغبة بلاده في تعزيزه اقتصاديا واستعدادها لتوسيع مجالات التعاون مع الجزائر حيث دعا في هذا السياق إلى تفعيل اللجنة العليا المشتركة للتعاون. كما أكد تقدير بلاده للدور المحوري الذي تقوم به الجزائر من أجل مصالح الشعوب الإفريقية، ومرافعتها الدائمة من أجل رفع الظلم عنها، وحرصها على رفع مستوى التنمية واستتباب الأمن والاستقرار في القارة والعالم. وخلص البيان، إلى أن الطرفان أبرزا دور التعاون البرلماني في ترقية العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث اتفقا على تعزيزها من خلال آليات الدبلوماسية البرلمانية، وتجسيد مستوى أعلى من التقارب بين ممثلي الشعبين الصديقين. وضمن هذا المسعى أكد السيد ناصري عزم مجلس الأمة إنشاء مجموعة صداقة برلمانية مع مجلس الشيوخ الإيفواري في الدورة التشريعية المقبلة. كما أشاد رئيس مجلس الأمة، بتولي الجزائر رئاسة مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي خلال شهر أوت الجاري، معتبرا هذه الخطوة تجسيدا لمكانة الجزائر القارية وتجددًا للثقة في دورها القيادي داخل إفريقيا. وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة أكس، أكد ناصري أن رئاسة الجزائر لهذا الجهاز الهام تعكس رفعة قارية تتأكد، وعمق إفريقي يتمدد، وثقة تتجدد مشددا على أن الجزائر ستعمل على إنهاء الأزمات في القارة، وتحريرها من الاستعمار والتطرف والإرهاب وصولا إلى تحقيق السلام المستدام وأضاف أن الجزائر تتبنى في ذلك مقاربة أصيلة ترافع لأولوية الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية في تأكيد على التزامها بدعم مسارات السلم والمصالحة داخل القارة، وفق رؤية مبنية على السيادة والشراكة بين الدول الإفريقية.
أ.ر / محمد. د






