الجزائر -قال الوزير الأول نور الدين بدوي، الثلاثاء، إن اللواء المتقاعد الليبي خليفة حفتر لا يمثل شيئا أمام عظمة ليبيا وأهميتها إقليميا ودوليا، لتكون الجزائر بذلك قد وضعته في حجمه الطبيعي خارج النفخ الدعائي الذي يحظى به من قبل بعض العواصم.
وطالب بدوي، خلال لقائه وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا في الجزائر العاصمة، الأمم المتحدة بإصدار بيان بشأن الظرف الحالي الذي تمر به ليبيا جراء محاولة حفتر السيطرة على العاصمة طرابلس. وأكد بدوي استعداد الجزائر للمساهمة في إنجاح الحوار الليبي، وقال إن هناك امتعاضا من القادة الأفارقة بشأن الوضع الحالي في هذا البلد.
كما شدد نور الدين بدوي على ضرورة أن يتكلم رئيس الاتحاد الإفريقي عن الدول التي تزعزع الاستقرار في ليبيا ويسميها بأسمائها، حسب ذات المصدر الإعلامي.
وغادر وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية فتحي باشاغا الجزائر التي زارها لساعات، بعد أن تناول رفقة كبار المسؤولين في الدولة المسائل الخاصة المتعلقة بمواجهة خطر الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات.
وجاءت زيارة وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية أسابيع قليلة بعد الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الحكومة الليبية فائز السراج إلى الجزائر، والتقى خلالها برئيس الدولة عبد القادر بن صالح.
وتم الاتفاق خلال اللقاء الذي جمع وزير الداخلية صلاح الدين دحمون بنظيره الليبي فتحي باشاغا، بحضور مسؤولين أمنيين، على تفعيل اللجنة الأمنية المشتركة الجزائرية الليبية في أقرب الآجال، وتهتم هذه اللجنة بإيجاد الآليات المناسبة لوقف تدفق شحنات الأسلحة القادمة من الخارج، وخاصة من تركيا اليونان والإرهابيين الأجانب.
ومن المرتقب أن يقوم وفد جزائري بزيارة إلى ليبيا الأحد القادم لتفعيل اللجنة الأمنية المشتركة، إضافة إلى مناقشة بعض الملفات التي لا تقل خطورة عن ملف الإرهاب، كمناقشة ملف مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، إضافة إلى استعراض الملف الخاص بالتدريب والتكوين لصالح الإطارات الليبية على مستوى المؤسسات التعليمية ومعاهد التدريب التابعة للمديرية العامة للأمن الجزائري.
وكشف وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا أن التطورات الراهنة في منطقة الساحل تفرض على ليبيا تطوير نفسها في المجال الشرطي والأمني لمواكبة التطورات التي تحدث في العالم، كما تحتم وضع برامج تكون قادرة على ضبط الأمن والحدود.
وقال باشاغا: نعلم جيدا أنه دون أمن لا توجد تنمية ولا توجد حياة، والأمن هو أولوية بالنسبة لنا ولبلدينا، ولهذا حرصنا على تفعيل الاتفاقيات السابقة ووضع اتفاقيات أخرى جديدة، إلى جانب إطلاق عملية كبيرة في مجال التعاون الخاص بالتدريب والتكوين الذي نعول عليه كثيرا.
من جانبه أكد وزير الداخلية الجزائري صلاح الدين دحمون رفض الجزائر لأي حل عسكري في ليبيا، وقال إن الحل السياسي هو السبيل الأمثل لتجاوز الأزمة، وذلك عبر تفعيل الحوار الشامل بين جميع الفرقاء في هذا البلد.
وأصبحت ليبيا في الفترة الأخيرة مثالا على التدخل الأجنبي في نزاعات محلية، وهو ما ورد على لسان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، وأبرز في محاضرة ألقاها مؤخرا بمعهد السلام الدولي أن ما بين 6 و10 دول تتدخل بشكل دائم في المشكلة الليبية، وتقوم بإدخال السلاح والمال لهذا البلد.
وشدد سلامة على أن الليبيين ليسوا بحاجة إلى مساعدة من الخارج لتأجيج النزاع الذي يدمر بلدهم منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011، وأكد أنهم يُقدمون على الانتحار بأموالهم، وأعرب عن أسفه لغياب التوافق حول هذه المسألة في مجلس الأمن.
م.ب
