📌 الأجندة التي تقف ضد استقلال الصحراء وإنشاء اتحاد مغاربي واحدة
📌 أثبتت الأيام أن الطرح الجزائري بليبيا هو الحل الأمثل
📌 هناك إمكانية بناء اتحاد مغاربي قوي دون انضمام المغرب
قال الدكتور والباحث في القضايا الاستراتيجية والأمنية، عبد القادر سوفي، أن الجزائر تسعى للتموقع وأن تكون لها مكانتها في المنطقة، حتى يتسنى لها لعب دورها كاملا في منطقة المتوسط وفي إفريقيا والوطن العربي، مشيرا إلى أن المخزن بمعية إسرائيل يحاولان التشويش على كل تظاهرة تقيمها الجزائر، وذلك بهدف زرع الشكوك وضرب استقرار الجزائر.
وأوضح المختص في الشأن الدولي، لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي”، أن الأجندة التي تقف ضد استقلال الصحراء وإنشاء اتحاد مغاربي هي نفسها، منوها إلى إمكانية بناء إتحاد مغاربي قوي بدون انضمام المغرب، مؤكدا في الوقت ذاته، أن الزمن قد أثبت مدى نجاعة الطرح الجزائري حول حلحلة الأزمة الليبية.
الجزائر تطمح للعب دور فاعل في منطقة المتوسط وإفريقيا
صرح المختص في القضايا الاستراتيجية والعلاقات الدولية، الدكتور عبد القادر سوفي، عند نزوله ضيفا على “الموعد اليومي”، أن الحديث عن واقع الدبلوماسية الجزائرية هو الكلام عن السياسة الخارجية باعتبارها امتداد للسياسة الداخلية الجزائرية، مشيرا أن السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أولى خرجاته ومن بين الالتزامات التي أكد عليها هي البعد الدبلوماسي أي السياسة الخارجية والبعد الاقتصادي وكلاهما مرتبطان ببعضهما. وعرفت الدبلوماسية الجزائرية، يقول المتحدث، قفزة نوعية وتحرك جديد وحتى لآليات جديدة مفيدا أن الدبلوماسية الجزائرية تعرف تاريخيا بحنكتها السياسية عالميا وبقوتها وذكائها، واستطاعت أن تحقق الكثير من الحلول لأزمات كبيرة وكثيرة كانت معقدة ويصعب حلها على سبيل المثال إدخال فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة ومساعدة الصين على استرجاع حق النقد “الفيتو” وطرح الانشغال الدولي الجديد للأزمة الإيرانية-العراقية، أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران، إلى غير ذلك. مضيفا في السياق ذات، أن اليوم توجه السياسة الجزائرية نحو إفريقيا، جعل ربما صنع القرار في الجزائر يتفطن لأهمية التوجه في عالم متغير من مرحلة انتقالية من نظام عالمي فوضوي معين إلى نظام عالمي فوضوي معين آخر أيضا، حتى النظام العالمي القادم المتعدد الأقطاب لن يكون مغاير عن سابقيه، يؤكد ذات المصدر. مضيفا أيضا، أن التموقع فيه “في النظام العالمي الجديد” مهم جدا ولذلك تسعى الجزائر للتموقع وأن تكون لها مكانة الفاعل للمفعول به وأن تلعب دورها كاملا في منطقة المتوسط وفي إفريقيا وفي الوطن العربي أيضا. في إطار العالم الثالث، يعتقد ضيف منتدى “الموعد اليومي”، أن الجزائر فتحت بابا جديدا لبناء تصور قوة إفريقية اقتصادية والمتمثلة في مجموعة الأربعة هو امتداد لمجموعة نباد الدولية بمعية الجزائر وكل من نيجيريا، جنوب إفريقيا، وإثيوبيا باعتبارها النقاط الأربعة القوية اقتصاديا والصاعدة في إفريقيا والتي بإمكانها لعب دور قوي في بناء تحالف إفريقي في بناء كتلة سياسية وكتلة دبلوماسية والبديل ربما للأفارقة كقوة تضاف وتكون سند للاتحاد الإفريقي من أجل تحقيق كل مطامح الشعوب الإفريقية وتمكين إفريقيا أن تكون حقيقة للأفارقة، ويعتبر الدكتور عبد القادر سوفي، أن الدبلوماسية الجزائرية هي الذراع للسياسة الخارجية وهي الجزء المهم بالنسبة للمصلحة الوطنية من أجل إيجاد المكانة الحقيقية للجزائر داخل هذا النظام العالمي الجديد.
المخزن لا يريد أن تكون هناك تسوية للقضية الصحراوية
وفيما يتعلق بزيارة دي مستورا إلى الصحراء الغربية وإلى مناطق اللاجئين في تندوف، قال المحلل السياسي، أن هذه الزيارة قد سبقها رفض مغربي لزيارة الصحراويين في الصحراء الغربية والمناطق المحتلة، مبرزا أن هذا لا يعد سوى تأكيدا أن المغرب الأقصى لا يريد أن تكون هناك تسوية ولا يريد أن يقف دي مستورا على الواقع في الأراضي المحتلة. وذكر سوفي، أنه وبعد وقف إطلاق النار في التسعينات بطلب من الملك حسن الثاني، تم إقرار إنشاء بعثة أممية بعثة المينورسو والتي كان الهدف منها التحضير لإجراء استفتاء على مدى ستة أشهر لتدوم لأكثر من 30 سنة، والاستفتاء لم يحدث بعد. وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن المغرب الأقصى يدرك تماما أنه لو تم إجراء استفتاء يتم خلاله إشراك المغاربة الذين اندسوا داخل الأراضي الصحراوية، سوف يتم الاستفتاء باستقلال الجمهورية الصحراوية، مبرزا أنه وفي نهاية المطاف، فإن المغرب يطرح بديلا جديدا وهو الحكم الذاتي تحت المظلة المغربية، لكن لو تم طرح هذا السؤال على الصحراويين هل تريدون الاستقلال أم تريدون أن تكونوا مغاربة؟، فقط المغرب يريد الإبقاء على الوضع القائم ولهذا فقد طرح قضية الحكم الذاتي، لكن في كل الحالات لو يكون هناك استفتاء فالنتيجة لن تخدم النظام المغربي، يضيف المصدر.
لو قررت الفواعل الأجنبية أن ترفع المغرب يدها عن الصحراء لفعلت
في الوقت ذاته، أفاد الدكتور والباحث في القضايا الاستراتيجية والأمنية، أن اللعبة الخبيثة التي يلعبها المخزن يحاول من خلالها بناء صورة نمطية، على أن المغرب الأقصى دولة محبة للسلام وأن هذه الأراضي هي ملك له ويريد استرجاعها، مؤكدا أن الحقيقة غير ذلك، كون أن صناعة القرار ليست بيد المخزن ولو قررت بعض الفواعل الأجنبية التي تؤثر على القرار في دواليب حكم المملكة، أن ترفع المغرب يدها عن الصحراء الغربية لفعلته مباشرة.
قضية الصحراء الغربية استخدمت فيها فرنسا 14 حق نقد
وكشف ذات الباحث، أن قضية الصحراء الغربية استخدمت فيها فرنسا 14 حق نقد، من أجل منع حلحلة الملف، مضيفا أن المغرب قد حاولت أن تلعب على بطاقة أنها تنتمي إلى المجتمع الغربي ضد القطب الشرقي، وكانت تقول أن الصحراء الغربية في حال استقلالها سوف تكون تابعة للمعسكر الشرقي، وهذا وتر لعبت وتلعب عليه المغرب لحد الساعة.
الاعتداء على منطقة الكركرات أعاد بعث الكفاح المسلح للصحراويين
واعتبر الخبير الجيوسياسي، الاعتداء الجبان على منطقة الكركرات من طرف نظام المخزن في 13 نوفمبر 2020، بمثابة أول خطأ ارتكبه النظام المغربي، والذي أعطى من خلاله فرصة للثوار الصحراويين تمكنهم من الولوج للكفاح المسلح، مشيرا إلى أن الجمهورية الصحراوية قد التزمت بالقوانين الأممية والدولية ووقف إطلاق النار، ليتم خرق الإتفاقية من طرف المغرب الأقصى والذي كان بمثابة ذريعة اليوم بالنسبة الصحراويين من أجل تحقيق مصيرهم بأنفسهم، على حد تعبير المتحدث. وواصل سوفي قائلا: “من بين الأخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها الصحراويين، هو وقف الكفاح المسلح في التسعينات، في وقت كان يفترض أن يتم الذهاب إلى ما أشارت إليه الأمم المتحدة في تقرير المصير، دون التوقف عن الكفاح المسلح، كونها الطريق الوحيد لإعلاء صوت الصحراويين وفرض الذهاب إلى الإستفتاء على الأمم المتحدة والمغرب الأقصى”.
الأجندة التي تقف ضد استقلال الصحراء وإنشاء اتحاد مغاربي واحدة
وكشف الدكتور عبد القادر سوفي، أن الأجندة التي تمنع الصحراء الغربية من الاستقلال هي نفسها التي تمنع من أن يكون هناك إتحاد مغاربي، مشيرا إلى أنه لو كان هناك إتحاد مغاربي قوي بوجود الصحراء الغربية كان سيكون هناك اندماج وتكامل بين كل دول المغرب العربي الستة وكانت ستكون هناك مفتوحة بين هذه الدول وكانت كل مقدرات ومقومات هذه الدول مشاركة فيما بينها. وأشار المختص في الشأن الدولي، أن تأسيس الاتحاد المغربي من شأنه أن يضمن توفير مشتقات البترول بسعر موحد في كل هذه الدول، وهذا ما سيشكل قوة كبيرة أقوى بكثير من اتحاد دول الخليج، معتبرا أن الذي منع من حدوث هذا الاتحاد، هو تعنت المغرب الأقصى، الذي في كل مرة يحاول منع هذا التقارب، سيما بعد ربط الاتحاد المغاربي بقضية الصحراء الغربية.
إمكانية بناء اتحاد مغاربي قوي خارج المغرب الأقصى قائم
يعتبر الدكتور عبد القادر سوفي، أن من الأسباب التي حالت دون بناء مغرب عربي قوي هي افتعال الصراع بين الجزائر والمغرب سواء كان لأسباب أو لأخرى، مشيرا أن الخلفية الحقيقية هي منع بناء مغرب عربي قوي، إلا أن بالإمكان أن يكون هناك مغرب عربي في المستقبل موسع بدليل أن السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من خلال زيارة قام بها بين الدول المغاربية، موريتانيا وتونس وحتى مصر، قامت الجزائر باتفاقيات أطر من عدة أطراف يمكن لاحقا للمغرب الأقصى إذا تخلى عن هذه العباءة التي يرتديها لا تمت بشيء لا من المغرب الأقصى ولا مع الشعب المغربي الأقصى ولا مع الدول العربية والإسلامية، بل تؤكد بأن هذه المنطقة لا تزال محمية ولا تزال مستعمرة بأيدي أجندات وفواعل أجنبية لا تريد الخير لا للقاطنة ولا للساكنة هناك ولا للمغرب العربي ككل، إمكانات بناء اتحاد مغاربي قوي خارج المغرب الأقصى قائم ولا غبار عليه، يلح الدكتور عبد القادر سوفي.
الموقف السوري فضح الأطراف التي حاولت ضرب القمة العربية
بخصوص المكالمة التي أجريت بين وزير الخارجية السوري مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أوضح سوفي، أن الموقف السوري قد فضح الكثير من الأطراف التي كانت تختبئ وراء هذه المناورات، فيما يخص إقامة القمة العربية في الجزائر، منوها في ذات الشأن، أن المشكل ليس مرتبط في حضور سوريا من عدمه بقدر ما هو مرتبط بالقمة وخلفيات القمة. وقال الدكتور سوفي، أن الجزائر ليست الجامعة العربية وهذه القمة لو كانت قد أقيمت في الجزائر أو غيرها، كان من المفترض أن تكون نفس الأجندة المتفق عليها، وهي أنها قمة جامعة الدول العربية يتم عبرها تجاوز الخلافات ووضع القضية الفلسطينية في أولية الأولويات.
الجزائر مستهدفة والصعود غير المسبوق على الساحة الدولية قد أزعج البعض
كما نفى المختص، استهداف القمة من طرف بعض الدوائر الإعلامية، معتبرا أن الجزائر هي المستهدفة، في ظل الصعود غير المسبوق للجزائر على الساحة الدولية، في خضم صراعات دولية كبرى وأزمات، مشيرا إلى أن الجزائر سواء كانت طوعا أو غير ذلك، أصبحت لاعبا فاعلا في اللعبة الأممية، بحكم الصراعات والأزمة الأوكرانية والأزمات التي تعرفها أوروبا من اقتصادية وأمنية وغذائية.
العلاقات الجزائرية-الإثيوبية لم تعجب بعض الأطراف
ولم يخفي المختص في الشؤون الدولية، انزعاج بعض الأطراف بعد استقبال الجزائر لرئيس الحكومة الإثيوبية، مضيفا أنه ومباشرة بعد هذه المرحلة بدأت هذه الهجومات على القمة، وتم وضع ذرائع تتمثل في أن الجزائر مقاطعة في علاقتها مع المغرب الأقصى، وأن الجزائر لها علاقات جيدة مع إيران، وأن الجزائر لم تتدخل في بعض القضايا التي تهم أو تساند منطقة دول الخليج.
سواء في هذه القمة أو غيرها سوريا ستعود إلى مكانها
بخصوص عودة سوريا إلى الجامعة العربية، قال سوفي، أنه سواء كان في هذه القمة أو غيرها سوف تعود سوريا إلى مكانها، مبرزا أن الخرجة الإعلامية السورية الأخيرة لا تطرح المشكل سواء أنها سوف تشغل أو لم تشغل مقعدها هذه المرة، أسقط القناع عن من كان يقف وراء هذه العمليات. كما تطرق المختص في الشأن الدولي، إلى محاولة المخزن البائسة بمعية الكيان الصهيوني، للتشويش على كل تظاهرة تقيمها الجزائر، بمعية الكيان الصهيوني، بداية بالحكم على الألعاب المتوسطية بالشفل قبل انطلاقها، كما حكم على القمة العربية بالفشل قبل أن تنطلق، منوها أن كل هذه العمليات من شأنها ضرب مصداقية الجزائر وضرب أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر في لملمة الشمل العربي. واعتبر المتحدث، أن مجموعة الأربعة الإفريقية تزعج بعض الدوائر في إفريقيا، سيما وأنها لم تكن موجودة داخل المجموعة، والتي تمثل أقوى الدول على غرار نيجيريا وجنوب إفريقيا وإثيوبيا مع الجزائر. كما صرح المتحدث، أن استقبال الجزائر لإثيوبيا مرتبط بعلاقات دبلوماسية ثنائية أو علاقات سياسية ثنائية متعددة الأطراف، فيما يخص الثنائية هي طبيعة العلاقات الثنائية التي يمكن أن تصنعها الجزائر مع إثيوبيا في إطار تنويع الشركاء الإفريقيين، والرئيس تحدث عن الجسر الإفريقي وعن كيفية شغل مكان في إفريقيا وهو إيجاد مصالح لها في إفريقيا. وكشف الدكتور سوفي، أن الجزائر تسعى دائما في عقيدتها للصلح بين الأطراف المتخاصمة، فيما يخص إثيوبيا نعم تسعى الجزائر لبناء جسر تواصل ما بين السودان وإثيوبيا ومصر، وفيما يخص قضية سد النهضة، على حد قوله. كما تحدث الباحث في الشؤون الدولية، عن العلاقات الجزائرية-الإيرانية، والتحول الكبير في العلاقات بين دول الشرق الأوسط، خاصة دول الخليج مع إيران، أين بدأت تبني علاقات ود مع إيران، متسائلا حول المانع الذي يمنع أن تكون للجزائر علاقات مع إيران، خاصة وأن الجزائر سيدة في صناعة علاقاتها مع دول العالم، ما دام هذه الدول تبني هذه الشراكات على الاحترام المتبادل بناء على احترام السلم والأمن الدوليين والربح المشترك، يشير المتحدث.
الجزائر وقفت كسد منيع في وجه الكيان وطبيعة العدو معروفة
كما استطرد سوفي، في الحديث عن وقوف الجزائر كسد منيع لدخول الكيان الصهيوني كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، وهذا ما يؤكد أن طبيعة العداء موجودة وطبيعة العدو معرفة وطبيعة التوجهات لا تقبل القسمة على إثنان لأنه ليس هناك ما يسمى بالعامل المجهول. وأضاف:”أن ولوج الكيان الصهيوني في منطقة إفريقيا والذي يبحث عن مكانة له من خلال المخزن كمحطة استراتيجية بالنسبة له للانطلاق نحو إفريقيا”، مؤكدا أنه يجب التعامل مع هذه العوامل بناء على ما سيصدر منها مستقبلا من فعل عدائي بعد التهجم على القمة العربية وإيجاد بعض الحجج الواهية، بعد أن تم فتح هذه العقدة واحدة بواحدة، يمكن أن نتصور خلال الأيام أو الأسابيع أو الأشهر المقبلة أن تكون هناك فواعل تنفث سمومها لمحاولة زعزعة الموقف الجزائري والاستقرار الجزائري ولما لا محاولة إفشال هذه القمة.
المصالح الأجنبية حالت دون تحقيق الاستقرار المنشود
وأوضح الدكتور في العلاقات الدولية، أنه في الحقيقة لا توجد أزمة في ليبيا، لكونهم حاليا يبحثون عن الاستقرار والأمن والسلم، لكن هناك بعض الفواعل محسوبة على الليبيين تسعى للتموقع وتخدم أجندة أجنبية، هي التي ربما تقوم بما نراه حاليا، في المشهد الليبي، وبالتالي عندما تصل هذه الفواعل إلى حلول توافقية فيما بينها سيصل بلا شك هذا البلد، إلى الحل السلمي، فمؤخرا تمت المصادقة بمجلس الأمن على أنه سيكون هناك مبعوث أممي إلى ليبيا، وسبق أن وقفت بعض الدول لما تم إدراج اسم وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم، كمبعوث أممي إلى ليبيا، وهو ما يؤكد الطرح الذي ذكرته، لكونه يعرف الملف جيدا، وخلفياته الحقيقية، وبالتالي يمكنه إيجاد الحلول، كما أن خارطة الطريق التي رسمتها الجزائر ما زالت قائمة، ما يجعل الحل السلمي واردا، وهو الوحيد الذي قبلت به هيئة الأمم المتحدة، وتبنته لكن المشكلة لدى الليبيين، مرتبطة بالمصالح الأجنبية، الشركات المتعددة الجنسيات، فبعد اكتشاف سنة 2009 و2010 للغاز والبترول، ظهرت الأزمة الليبية، من خلال كيفية تقاسم هذه الثروات وتمريرها عبر التراب الليبي، لكون هذه الأخيرة معادية للأمبريالية، وفيها رئيس يضرب المصالح الغربية وهو معمر القدافي، ولذلك جاءت قرارات الأمم المتحدة 1970 و1973، لإنشاء مناطق عازلة، لتغيير هذه القرارات، حسب ما كان يحلو لفرنسا وحلف الناتو، بتحويلها من مسارها الحقيقي إلى ضرب باب العزيزية وقتل القذافي، لتدخل بعد ذلك ليبيا في دوامة عنف لا متناهية، وفي كل مرة يقترب فيها الليبيون لإيجاد حل نهائي، إلا وظهرت مشاكل جديدة، خاصة من خلال وجود الجنرال حفتر، على الجيش الذي معروف عنه أنه يخدم مصالح معينة، ويريد الحكم والسيطرة، وبالتالي خدمة مصالح من كان وراءه.
الجزائر مع الشرعية الدولية في إيجاد تسوية في ليبيا
وأضاف عبد القادر سوفي، أن الجزائر ليست ضد فلان أو فلان، لتولي زمام الأمور بليبيا، بل هي مع الشرعية الأممية، التي تقول بأن الحكومة الحالية وجدت من أجل تحضير، الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وعليها فعهدتها مرتبطة بحكومة عادية انبثقت من الشعب، حسب دستور معين وتنتهي مهمتها مع وجود رئيس وبرلمان منتخب، وظهور حكومة موازية هدفها التشويش على هذا المسار، فالمبعوثة الأممية إلى ليبيا، لعبت دورا كبيرا، في إيجاد الحل، لكن الصراع الفعلي على المصلحة حال دون تحقيق هذا الاستقرار، المرتبط بكيفية السيطرة على الهلال النفطي والغاز والبترول “أوف شور”، ومناطق النفوذ، وبالتالي نستطيع القول بأن هذا البلد، يعد مشروع إعادة إعمار وبناء بعشرات ملايير الدولارات، وطاقوي لها امتداد داخل إفريقيا.
المخزن بتطبيعه أصبح يستقوي على كل الهيئات بغباء
كما أوضح المتحدث ذاته، أن المشكلة المفتعلة من قبل المغرب، ضد تونس جعل العالم لا ينظر إلى القضايا أو طبيعة العلاقات الثنائية مع المخزن، إلا من خلال نظارات الصحراء الغربية، حيث شهدنا كيف تم إلغاء زيارة المسؤول السامي للاتحاد الأوروبي للمغرب، بسبب أنه قال، بأن الصحراء الغربية قضية أممية، وفي الحقيقة هي كذلك، وبالتالي أصبح بتطبيعه مع الكيان الصهيوني، يستقوي على كل الهيئات بغباء، ما جعل دبلوماسيته تتخبط في مخرجاتها، وتعود بالخزي والعار عليه، فالتهجم على دولة تونس التي من حقها أن تمارس الفعل السياسي الدولي، بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، وأن تتعايش مع السياسة العالمية، وموقف تونس لم يكن معاديا للمغرب، وسبق للاتحاد الإفريقي أن قام بشركات مع دول أخرى، كانت البوليزاريو موجودة، وبالتالي ما جرى من اتفاق بين اليابان والاتحاد الإفريقي، يعود بالفائدة على هذه الأخيرة، بإدخالها ملايير الدولارات، لكونه انعقد بأرضيها، ما يجعلها بعيدة عن قبضة الكيان الصهيوني، والمخزن وهذا ما لم يهضمه هذا الأخير.
الجزائر قدمت الكثير من التضحيات للعديد من الدول الشقيقة
وأوضح المحلل والمختص في القضايا الاستراتيجية، الدكتور عبد القادر سوفي، أن الجزائر تسعى للعب دور على أساس المصلحة الوطنية والمكانة التي تبحث عن وجودها فيها لكن هي أول حامي للدول الإفريقية، العقيدة وفلسفة الدولة الجزائرية ومؤسسي الدولة الجزائرية استلهمت من طبيعة الجزائري الذي يقدم تضحيات كبيرة للآخرين، الجزائر قدمت الكثير من التضحيات للعديد من الدول الشقيقة، في شتى المحطات التاريخية، أحيانا كانت حتى على حساب المصلحة الوطنية الجزائرية، لكن الوقت أعطى الحق للجزائر. ومن جهة أخرى، وفي ذات السياق، كشف المحلل السياسي، أن إفريقيا أصبحت مغناطيس العالم بمعنى أن كل دول العالم تسعى لتواجدها بإفريقيا نظرا لما لها من مقدرات طبيعية وبحكم أن مساحة إفريقيا تجمع كل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين، بما أن مساحة إفريقيا أضخم وأغلب مناطقها مملوءة بالموارد الطبيعية، إلى جانب الموارد البشرية الناضجة، وللأسف فإنها تستغل خارج أوطانها من قبل الدول الغربية لمصالحها، بعد سلسلة من الأزمات التي عرفها العالم في المهلة الأخيرة من أزمة صحية واقتصادية وأزمة الأمن الطاقوي والغدائي في أوروبا والعالم بأسره تم الالتفاتة على شيء مهم على أهمية الدولة القوية الاتحاد الأوروبي الذي أضحى يواجه تحدي كبير ويؤشر إلى تفكيكه إلى صالح الدول القوية بدليل أن كل دولة أوروبا أضحت تبحث عن مصالحها الأحادية فقط.
شركات متعددة الجنسيات تبحث عن مكانة لها داخل إفريقيا
وأكد ذات الخبير والمختص في العلاقات الدولية، أن العالم اليوم يعرف تحولات كبرى صنعت تجاذبات حول القارة السمراء، بحكم أنها المنطقة التي تمثل المستقبل للعالم من خلال ثرائها وغناها بثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية، إلا أن المتحدث يقول، أن هناك شركات متعددة الجنسيات تبحث لها مكانة داخل إفريقيا أو في مناطق تأكدت من وجود فيها ثروات طبيعية سواء كان بترول أو غاز أو يورانيوم أو ذهب أو الكوبالت، وغير ذلك من الموارد الطبيعية، بطبيعة الحال تعمل على السيطرة على هذه المناطق الغنية بالثروات الطبيعية وتجريدها من سكانها قصد نهب خيراتها بدون حسيب ولا رقيب.
عودة الماليين إلى المسار الجزائري مفاده الحل السياسي
وكشف ذات المتحدث، أن الأحداث في مالي ليست حديثة العهد فهي قائمة منذ سنة 2015، لما تقدمت الجزائر بحلول سياسية لهذه الأزمة إلا أن تم التشويش على هذه الحلول حتى لا يكون هناك حل سياسي سلمي، وحدث ما حدث من خلال الانسياق نحو الآليات العسكرية وكأن كانت تريد بعض الأطراف العدوانية، أن تفرض الحل العسكري وأن الحل لن يكون إلا باستعمال القوة، يضيف المصدر ذاته، مشيرا أن بعد نهاية عملية “سرفال” جاءت عملية “برخان”، وبعدها عملية “تاست طاكوبا” للاتحاد الأوروبي من أجل الصحر والصحراء، ثم جاءت عملية “5+1″، بالإضافة إلى البعثة الأممية في مالي، كل هذه الآليات تعطي إلا زيادة في العمليات الإرهابية لكنها كانت فاعلا أساسيا لتعطيل مسار الجزائر في 2015، ومع ذلك رغم كل هذا الزمن المنقضي ورغم كل هذه المحاولات الهدامة مع زيادة تدفق الإرهاب من خلال ليبيا والنيجر ومن خلال عمليات إرهابية كبيرة في منطقة الحدود الثلاث بين بوركينا فاسو والنيجر والمالي، لم تفلح في نهاية المطاف، حتى أدرك الماليون، أن من وراء لعبة التحالف هذه أفكار خبيثة لم تزد الماليين إلا شقاء وعناء مع وجود ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة من أجل إفشال الدولة المالية حتى لا تسيطر على آراضيها، إلى جانب تهجير المواطنين وزرع الفتن في وسط السكان، للدفع بهم للاقتتال فيما بينهم، ورغم كل هذه العمليات بقي الماليون متشبثون بالمسار الجزائري، والدليل على ذلك بعد خطاب السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي أعطى مؤشرات للماليين من أجل الإسراع في الانتهاء من عملية البناء السياسي لأن التهديدات والتربصات كبيرة وكثيرة بمالي من شأنها أن تضرب الاستقرار مرة أخرى بالبلاد، ولهذا تفطن الماليون وتواصلوا إلى مرحلة معينة من التقدم في إعادة بناء دولة المالي وبناء شراكات جديدة، وبإمكان الماليين، يقول الدكتور، إعادة البناء السياسي والتفرغ للبعد العسكري للقضاء على ظاهرة الإرهاب بشتى أشكاله، وبالتالي التمكن من البعد الأمني وإعادة بناء التنمية المستدامة والتنمية المحلية في كل ربوع مالي.
محمد.و/زهير حطاب/ نادية حدار