الجزائر- أجرى الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الخميس، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي، محادثات مع رئيس الأركان العام للجيش الليبي المعين من قبل حكومة الوفاق الوطني الليبي، اللّواء محمد امحمد مصطفى الأجطل وذلك بطلب منه.
ويأتي هذا الاستقبال على هامش مشاركة رئيس الأركان العامة للجيش اللّيبي في الاجتماع الثامن لرؤساء أركان دول مبادرة ” 5 زائد 5 دفاع” التي تتولّى الجزائر رئاسة دورتها.
وأفاد بيان لوزارة الدّفاع الوطني، أن هذه المقابلة كانت فرصة للطّرفين لاستعراض الظّروف التي تمر بها المنطقة وهذا في سياق الجهود الحثيثة التي بذلتها وتبذلها الجزائر إقليميا ودوليا وفي المحفل الأممي بما يكفل عودة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشّقيق.
وحضر اللقاء ضباط ألوية وعمداء من وزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي وأعضاء الوفد المرافق لرئيس الأركان العامة للجيش الليبي.
في ختام اللّقاء تبادل الطرفان هدايا رمزية ليوقع رئيس الأركان العامة للجيش الليبي على السجّل الذهبي لأركان الجيش الوطني الشعبي.
وأكد ممثلو رؤساء أركان جيوش مبادرة “5 زائد 5 دفاع” ، في الجزائر العاصمة، الأربعاء، ضرورة التعاون والتنسيق من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وقالت مصادر أمنية، إن إسبانيا وإيطاليا وفرنسا طلبت من الجزائر المساعدة في ملاحقة المجموعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي وعلى الحدود مع ليبيا. ونقلت مصادر عسكرية جزائرية، على هامش أعمال الاجتماع الثامن لرؤساء أركان جيوش مبادرة “5 زائد 5 دفاع” ، بحضور ممثلي الدول العشر الأعضاء في الجزائر، أن رئيس الأركان الفرنسي طلب من الجزائر التنسيق مع قادة حركات ” الأزواد” ، من أجل وقف المواجهات العنيفة بين الحركات والجيش المالي، والتي تجددت قبل أسبوع في شمال مالي.
ولفتت المصادر إلى أن هذه المواجهات تهدد بشكل مباشر أمن الجزائر ومالي والمصالح الفرنسية في مالي، كما تعرقل مسار الأمن والاستقرار في المنطقة. وذكرت أن المخاوف الفرنسية ترتبط باحتمال لجوء المجموعات المالية المسلحة إلى فتح خط تعاون مع ” داعش” في ليبيا.
من جانب آخر، دعا قائد القوات البرية، اللواء طافر أحسن، الدول الأعضاء في المبادرة، التي تضم الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب وليبيا، إلى جانب إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال ومالطا، إلى التعاون والتنسيق في الإقليم ” الذي تطبعه كثافة عمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة” ، معتبراً أن ” الأخطار الناجمة عن الهجرة غير الشرعية زادت من حدة المخاطر” .
وأكد أحسن طافر أن ” 5 زائد 5 دفاع من أكثر التكتلات نشاطاً في مجال التعاون المتعدد الأطراف والتشاور حول القضايا الأمنية”، معتبراً أن الدول الأعضاء في المبادرة أساسيون لضمان الأمن في المنطقة.
ويرى المتتبعون للشأن الأمني أن الاجتماع يعتبر مهماً بالنظر إلى خط النار على مستوى ليبيا ومالي وانتشار الأسلحة، سواء في مالي أو لدى ” داعش” .
وتحدث الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا مارتن كوبلر عن موقفَ الجزائر بخصوص دعوتها إلى تبني الحل السياسي السلمي لحل الأزمة الليبية بدلا من الحل العسكري، وقال في كلمته خلال الاجتماع ” لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في ليبيا، فالاتفاق السياسي الليبي هو الإطار الوحيد ولا يوجد بديل عنه” ، وقال ” حتى منتقدو الاتفاق السياسي الليبي يرون أنه الإطار الوحيد الذي يمكن من خلاله التوصل إلى حل سياسي” .
وذكر كوبلر إنه ” متفائل بالتعاون بين دول الجوار الليبي من أجل تحسين أمن الحدود، إذ إن تبادل المعلومات ومراقبة الحدود المشتركة والتدريبات والمناورات المشتركة كلها خطوات في الاتجاه الصحيح” .
وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا ” إن ليبيا ليست عند مفترق طرق كما أسمع في كثير من الأحيان، ليبيا وجدت طريقها، وهذا الطريق هو الاتفاق السياسي الليبي” ، مشيرا إلى أن ” الطريق طويل وشاق، غير أن الهدف واضح وخارطة الطريق قد رسمت” .