تواصل الجزائر خطواتها الجادة نحو بناء قطاع فلاحي متكامل وفعّال، يجمع بين تلبية الحاجات الآنية للمواطنين، وتكريس رؤية مستقبلية شاملة تضمن الأمن الغذائي، الاستدامة البيئية، والتنمية الاقتصادية.
دعم اجتماعي مباشر قبل عيد الأضحى
و في خطوة لافتة تعكس اهتمام الدولة بالقدرة الشرائية للمواطنين، وافق مجلس الوزراء، بناء على عرض وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، على تحديد سعر وطني موحد لأضحية عيد الأضحى قدره 40 ألف دينار جزائري للمواشي المستوردة. هذه المبادرة جاءت كحل عملي لكبح ارتفاع الأسعار وضمان توفر الأضاحي للمواطنين عبر كامل التراب الوطني.
معطيات جديدة… انطلاقة جديدة
حيث أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير أن المعطيات الإحصائية المحدثة التي قدمتها وزارة الفلاحة تعد خطوة محورية نحو تنظيم القطاع، وتمكن من وضع خارطة طريق دقيقة لتطوير الشعب الفلاحية، وتوسيع المساحات المسقية بما يضمن رفع الإنتاج وتحسين المردودية.
إشارات قوية على الانتعاش
كما تشير المؤشرات الأخيرة إلى نمو معتبر في زراعة أشجار الزيتون، النخيل، والأشجار المثمرة، وهو ما يعد دليلا عمليا على نجاح الخطط السابقة ودافعا لمواصلة الاستثمار في هذه الشعب ذات القيمة العالية، سواء في السوق المحلية أو في التصدير.
الفلاحة الصحراوية تحت المجهر
و في ظل التحولات المناخية وازدياد أهمية الأمن الغذائي، وجّه رئيس الجمهورية تعليمات صارمة لوزير الفلاحة بضرورة المتابعة الميدانية الدقيقة للفلاحة الصحراوية، خاصة من حيث الإنتاج الفعلي، لضمان استغلال حقيقي للفرص الواعدة التي توفرها المناطق الجنوبية، من حيث التربة، الماء، والامتداد الجغرافي.
نحو فلاحة جزائرية عصرية ومستدامة
كما لا تقتصر الرؤية الشاملة التي تعتمدها الجزائر في قطاع الفلاحة على الحلول الظرفية، بل تنبع من استراتيجية متكاملة طويلة الأمد، تضع السيادة الغذائية في قلب أولوياتها. وتشمل هذه الرؤية استصلاح الأراضي وتوسيع الرقعة الزراعية، تعزيز المساحات المسقية بالتقنيات الذكية، تشجيع الفلاحة الصحراوية والبيوت التكنولوجية، رقمنة القطاع الفلاحي والتسيير الذكي للموارد، تطوير الصناعات الغذائية التحويلية مع تكوين المورد البشري واستقطاب الكفاءات.
الفلاحة رافعة للتنمية الوطنية
ومع تزايد التحديات العالمية على مستوى الغذاء، تتجه الجزائر بخطى ثابتة نحو تحويل الفلاحة من قطاع تقليدي إلى رافعة تنموية واقتصادية حقيقية، مما يعزز مكانتها داخليا وخارجيا، ويضع المواطن في قلب التنمية.
إيمان عبروس
