في خطوة تعد تاريخية وغير مسبوقة منذ الاستقلال، افتتحت الجزائر أول كلية للطب بالجنوب، في بادرة ترمي إلى تقليص الفجوة الصحية والتعليمية بين شمال البلاد وجنوبها، وتعزيز القدرات المحلية في مجال الخدمات الطبية.
وتندرج هذه الخطوة، ضمن مسار الإصلاحات الوطنية الرامية إلى تطوير النظام الصحي، وتوسيع رقعة التعليم الجامعي المتخصص، لاسيما في المناطق التي عانت طويلاً من نقص الكفاءات الطبية وغياب التكوين العالي في المجال الصحي. ويرتقب أن تشكل الكلية الجديدة ركيزة أساسية في تزويد المؤسسات الصحية في الجنوب بأطباء ومختصين مؤهلين، ما سيساهم في رفع جودة الرعاية الصحية وتحسين ظروف العلاج للسكان المحليين.
رؤية مستقبلية لقطاع صحي متكامل
ويعتبر افتتاح كلية الطب هذه جزءا من استراتيجية وطنية بعيدة المدى تهدف إلى ضمان توزيع عادل للمرافق والخدمات الأساسية عبر كامل التراب الوطني، وتكريس مبدأ التنمية المتوازنة بين مختلف الولايات. حيث ستوفر الكلية فرصا ثمينة لأبناء الجنوب للالتحاق بالتعليم الطبي العالي دون الحاجة إلى الهجرة نحو الشمال، وهو ما سيخفف الضغط عن الجامعات الكبرى ويبقي الكفاءات في مناطقها الأصلية لخدمة مجتمعاتها.
استقبال واسع وإشادة بالمبادرة
وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبا واسعا لدى الأوساط الأكاديمية والصحية، حيث اعتبرها كثيرون محطة مفصلية في تاريخ الجنوب الجزائري، الذي طالما طالب بحقه في المرافق الجامعية المتخصصة. ويرى خبراء في التعليم العالي والصحة أن المشروع سيحدث نقلة نوعية في تكوين الأطباء ودعم القطاع الصحي المحلي بالكفاءات اللازمة، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الخدمات الطبية عالية الجودة.
رهان على التنمية البشرية والعدالة المجالية
ومن خلال هذه الخطوة، تجسد الجزائر إرادتها السياسية في الاستثمار في العنصر البشري كرافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وإرساء مقومات الدولة الاجتماعية العصرية التي تضمن لكل مواطن حقه في التعليم والخدمات الصحية المتطورة أينما كان.
إيمان عبروس
