تولي الحكومة الجزائرية اهتماما بالغا بالصالون الدولي للكتاب، من خلال الاعداد له بكيفية جيدة، وهو الأمر الذي بدا واضحا عبر بيان أصدرته وزارة الثقافة والفنون، دعا فيه وزير القطاع زهير بللو إلى ضرورة بلوغ أعلى درجات الجاهزية و”ضمان التنسيق المحكم بين جميع الفاعلين الثقافيين والإداريين” من أجل انجاح الطبعة الـ 28 المقررة ما بين 29 أكتوبر و8 نوفمبر 2025 بما يليق بمكانة الجزائر على الساحة الثقافية الدولية.
وجاء هذا البيان بعد زيارة تفقدية قام بها الوزير لمقر محافظة الصالون المتواجد بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، حيث قدم محافظ الصالون، محمد إيقرب، عرضا حول مستوى التحضيرات الجارية، استعدادا لتنظيم طبعة “استثنائية” لهذا الموعد الثقافي المخصص للكتاب، الأبرز في الجزائر والأهم في شمال إفريقيا، مذكرا في السياق باختيار الجمهورية الإسلامية الموريتانية كضيف شرف لهذه الطبعة المقبلة. كما أكد المحافظ أن “الجهود منصبة على إنجاح نسخة هذه السنة، من حيث تنوع الدول المشاركة، اتساع العروض واستقطاب جمهور أوسع، مع التركيز على تحسين ظروف التنظيم والاستقبال”. وكانت زيارة الوزير إلى المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية قد استهلت بتفقد فضاءاتها المخصصة للخدمات الاجتماعية، والوقوف على ظروف العمل والخدمات المقدمة للمستخدمين، حيث أكد على “أهمية التكفل بالجانب البشري لضمان جودة الأداء والاستقرار المهني”.
وتنقل الوزير إلى المطبعة الرئيسية، حيث قدم المدير العام لهذه المؤسسة، هشام عيساني، عرضا حول نشاط المؤسسة التي تعد “فاعلا محوريا في مجال النشر والطباعة على المستوى الوطني”، فمنذ تأسيسها سنة 1983 رسخت المؤسسة مكانتها كمؤسسة استراتيجية في دعم النشر الثقافي والمعرفي وكذلك تجربتها الرائدة وإمكانياتها الهائلة في طباعة الكتاب المدرسي، يضيف ذات البيان.
وعاين السيد بللو أيضا خلال جولته عبر الورشات الإنتاجية مراحل العملية الجارية بخصوص طباعة المصحف الشريف والكتب المدرسية، واطلع كذلك على سلسلة التجهيزات الحديثة التي تمتلكها المؤسسة بما في ذلك آلات “أوفست” رباعية الألوان، مكابس دوارة وخطوط تجميع وتجليد متطورة..”، حسب البيان.
وشدد الوزير خلال الجولة التي شملت أيضا زيارة عدة أقسام من المؤسسة (على غرار المطبعة الثانوية الخاصة بطباعة التذاكر والمطويات) وتفقد مخزن المواد الأولية، “على ضرورة الالتزام بمعايير الجودة واحترام الآجال والعمل على ترقية الأداء المهني وفق مقاربة ترتكز على النجاعة، التخصص والتكيف مع التطورات التكنولوجية في قطاع الطباعة والنشر”. وتهدف هذه الزيارة -حسب البيان- لـ “الوقوف على أداء المؤسسات التابعة للقطاع”، و”متابعة مدى تنفيذ البرامج المتعلقة بتحديث الوسائل وتحسين الحكامة داخل المؤسسات التابعة للقطاع، ولاسيما الاقتصادية”. جدير بالذكر أن الدورة الـ27 من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر أقيمت تحت شعار “نقرأ لننتصر”، في قصر المعارض، خلال الفترة من 6 إلى 16 نوفمبر 2024، وشارك بها أكثر من 1000 دار نشر من 40 دولة مختلفة. وصادف الصالون الذكرى السبعين لاندلاع الثورة الجزائرية، وقدم ندوات فكرية وأدبية حول ثورة أول نوفمبر وأثرها بمشاركة أسماء بارزة وطنياً ودولياً.
كما كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة، حيث تم تنظيم ندوات منها: “أدب المقاومة في فلسطين: أقلام في وجه النار”، “فلسطين في الشعر الجزائري”، “السينما في مواجهة الصهيونية”، و”التفاتة إلى الشعراء الشهداء في غزة”.
ب\ص