الجزائر تحتل المرتبة الأولى إفريقيا ومغاربيا في عمليات التبرع بالدم

elmaouid

قال العربي قدور، رئيس الفيدرالية الوطنية للتبرع بالدم، إن الجزائر تحتل المرتبة الأولى إفريقيا ومغاربيا في عمليات التبرع بالدم، الأمر الذي يؤكد التزايد في الإقبال على هذه العملية الذي بينته الأرقام، حيث عرفت السنة الماضية جمع 539.891 كيس دم عبر 214 هيكلا للتبرع في كامل الوطن، أي ارتفاع بنسبة 5.24% مقارنة بالسنة التي سبقتها.

كما وجّه غربي قدور عبر “الموعد اليومي” نداءه إلى كافة المواطنين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و65 سنة ويتمتعون بصحة جيدة للتبرع بدمهم والمساهمة في وقف تراجع عدد المتبرعين، داعيا إلى التخلي عن فكرة ”التبرع العائلي” التي ما زالت مترسخة لدى الجزائريين.

_ ما هو البرنامج المسطر بمناسبة اليوم الوطني للتبرع بالدم المصادف لـ 25 أكتوبر؟

– بكل تأكيد تقوم الفيدرالية وككل سنة  بتسطير برنامج مكثف للاحتفال باليوم الوطني للتبرع بالدم، والمتمثل في حملات توعوية لكل اللجان التابعة للفيدرالية الجزائرية وعلى مستوى كامل ولايات الوطن للتبرع بالدم، رفقة شركاء منهم مديرية الأمن الوطني وقطاع التربية ومؤسسات بريد الجزائر، متعاملو الهاتف النقال ومؤسسات الإعلام، كما ستشهد المناسبة تقديم ندوات ولقاءات حول التبرع بهذا السائل الحيوي والضروري لحياة الانسان، وكذا تقديم العديد من البرامج قصد تحسيس المواطنين وتشجيع الأشخاص الذين يتراوح سنهم بين 18 إلى 65 سنة ويتمتعون بصحة جيدة بضرورة التبرع بالدم، وذلك من خلال التوجه إلى مختلف بنوك الدم المتواجدة في المستشفيات للتبرع بالدم الذي يحتاجه المرضى والمصابون.

 

 _ إلى ماذا تهدف هذه المبادرات؟

– تهدف الفيدرالية من خلال تنظيمها لهذه الحملات التوعوية إلى محاولة توفير أكبر عدد ممكن من المتبرعين، بالإضافة إلى تشجيع المواطنين والأشخاص خاصة الذين يتمتعون بصحة جيدة على الإقبال على هذه العملية الإنسانية باعتبار التبرع عملا انسانيا تطوعيا بالدرجة الأولى، إلى جانب ترسيخ ثقافة التبرع بالدم لدى الجزائريين في سائر الأيام وليس فقط في المناسبات أو في حالة التبرع العائلي.

 

– فيما تتمثل استراتيجية التوعية التي تعتمدها الاتحادية لجلب المتبرعين؟

* انعكس ضعف الإمكانيات بالسلب على نشاط الاتحادية، فإعداد ملصقات الحملات التوعوية يكلفنا الكثير، وكذا القيام بزيارات تفقدية إلى مراكز اللجان الولائية وتقديم الجوائز الرمزية وتسليم الشهادات مكلف أيضا، إضافة إلى ما يتعلق بالمؤتمرات والأيام الدراسية التي تعقد في البلدان الشقيقة كتونس والمغرب والتي يتم خلالها عرض أحدث طرق وسبل تحسيس المواطنين وتوعيتهم بأهمية التبرع بالدم عن طريق استعمال أساليب إقناع حديثة تعتمد على استخدام تكنولوجيات الإتصال، وبالرغم من أننا نتلقى دعوات رسمية لحضور هذه المؤتمرات والأيام الدراسية لتمثيل الجزائر، فإننا نجد أنفسنا مضطرين للاعتذار نظرا لعدم حصولنا على الدعم المادي على غرار مصاريف تغطية تكاليف الإيواء والنقل، ما يحز في نفسي هو أن كل الدول تقريبا تسجل حضورها، وغيابنا المتكرر يعرضنا للإقصاء من المجلس التنفيذي الدولي للتبرع بالدم والاتحادية المغاربية، لم نحضر سوى مؤتمرين أقيم الأول في تونس والثاني في المغرب بحكم أن الدولتين مجاورتان للجزائر، فالفيدرالية رغم أنها تساهم في ترسيخ ثقافة التبرع بالدم في الجزائر غير أنها غير معترف بها على أنها ذات منفعة عامة، ولهذا أدعو الجهات المعنية لمساعدة الاتحادية على تخطي هذه الأزمة.

 

 _في نظركم ما هي الأسباب التي تجعل المواطن الجزائري يعزف عن التبرع بالدم؟

* أولا أشير إلى أنه ومقارنة مع وقت مضى هناك تحسن في ثقافة التبرع بالدم لدى الجزائريين، وتشهد عمليات التبرع تحسنا ملحوظا حيث تقول منظمة الصحة بـ 10 متبرعين لكل 1000، وفي الجزائر وصلنا إلى 14 متبرعا لكل 1000، وأؤكد أنه ولا واحد تعرض للوفاة بسبب عدم وجود الدم، لكن ورغم هذا يبقى عدد المتبرعين ضئيلا وهذا ما أرجعه في رأيي الشخصي إلى “التهاون” الذي أعتبره السبب الرئيسي في عدم توجه المواطنين إلى المراكز والمستشفيات، خاصة وأن الجزائريين يتذكرون إخوانهم في المناسبات كالكوارث الطبيعية وهذا دليل على أنهم كرماء، إضافة إلى “الخوف” من عدم تعقيم الوسائل المستعملة في عملية التبرع،

وبالمناسبة أطمئن كل المواطنين بأن الوسائل المستعملة أدوات معقمة وهي أحادية وترمى مباشرة بعد الاستعمال، وأهم شيء هو إطلاق العديد من الحملات التحسيسية وسط المواطنين لتجنيد أكبر عدد ممكن من المتبرعين من أجل الدعوة لترسيخ ثقافة التبرع بالدم، مع التأكيد بعدم التخوف من العملية، وكذا توعية الأطفال في المدارس بغرض تأدية هذا الواجب عند بلوغهم 18 سنة، مع ترسيخ ثقافة التبرع التطوعي خارج الإطار العائلي منذ الصغر، لاسيما وأن بعض المرضى هم في أمس الحاجة لهذه المادة الحيوية التي من شأنها أن تنقذهم من الموت وتعيد الأمل للكثيرين.

 

– هل هذا يعني أن كمية الدم المتوفرة حاليا في المستشفيات غير كافية؟

* لا أعتقد أن كمية الدم في المستشفيات غير كافية، وكما قلت سابقا لحد الآن لم تسجل أية حالة وفاة بسبب انعدام الدم في المستشفيات، ولكن نسعى لأن يكون الدم متوفرا في كل وقت وكل مستشفى ولا ننتظر وقوع الحوادث أو الأمراض لنتبرع بالدم، لأن المريض في هذه الحالة يبقى معلقا في المستشفيات، حيث يطلب الطبيب الجراح من المريض استدعاء أفراد عائلته، ونقصد بذلك ”التبرع العائلي” الذي نحاول القضاء عليه، كما أشير إلى أن للدم فترة حياة مقدرة بـ 30 إلى 35 يوما، أما الصفائح فتبقى صالحة لمدة 5 أيام، ولهذا ننادي باستمرارية التبرع الذي يجب أن يكون متواصلا.

 

– تقولون إن الدم متوفر في المستشفيات، فكيف تفسرون اشتراط الأطباء على المريض إحضار أربعة متبرعين حتى يتم إجراء العملية له؟

* عندما لا يتوفر المستشفى على زمرة المريض الدموية، يخبر الأطباء المريض أنه عليه إحضار متبرعين سواء من العائلة أو الأصدقاء وهذا ما يدخل في إطار التبرع العائلي، إضافة إلى ضمان وجود الدم.

– ما هي الامتيازات التي يستفيد منها المتبرع؟

* المتبرع لديه حقوق وواجبات، تتمثل واجباته في تقديم الدم، أما حقوقه فتتمثل في الاستفادة من وجبة غذائية، لكن للأسف هذا يغيب تماما في المستشفيات الجزائرية التي نطالبها بتحسين استقبال المواطنين المتبرعين بالدم ومعاملتهم بطريقة لائقة تشجعهم على التبرع أكثر من مرة، فلا يقبل أن يتبرع الشخص بنصف لتر من الدم ليقدم له في الأخير علبة بسكويت وشيكولاطة.

– ما هي الزمر الدموية المفقودة؟

* تعد الزمر الدموية السلبية الزمرة المفقودة ولدينا متطوعون دائمون زمرة دمهم سلبية، ونحن نقوم بالاتصال بهم في حالة وجود مريض يحتاج لزمرة دموية سلبية.

– هل تنفي أو تؤكد وجود المتاجرة بالأعضاء أو الدماء عندنا؟

* ينحصر دور الفيدرالية في تبليغ النداءات وتحسيس المواطنين بضرورة الاستجابة من أجل إنقاذ الأرواح، إلا أنني أؤكد بصفة قطعية أنه لا وجود لأي عملية متاجرة لا بالدم ولا بالأعضاء في الجزائر، والدم الوحيد الذي يتم التعامل معه بصفة نفعية هو الدم الناتج عن عملية الولادة الغني بالمواد الفعالة التي تستعمل في إنتاج اللقاحات، وبالتالي فعملية تصدير هذا الدم تتم بصفة قانونية إلى الدول الأوروبية وذلك من أجل الاستفادة من لقاحات مجانية من البلد المستقبل.

أما البلبلة المثارة حول المتاجرة بالدماء ما هي إلا إشاعات يعاقب القانون المتسببين في انتشارها.

 

 

– على ماذا تعتمدون في الفيدرالية عند قيامكم بعمليات التحسيس الهادفة لجلب أكبر عدد من المتطوعين؟

* الفيدرالية الوطنية للتبرع بالدم هيئة تطوعية تعمل بإمكانياتها الخاصة والمتواضعة، ومع ذلك فهي تعمل جاهدة من أجل توعية المواطنين وخاصة الذين يتمتعون بصحة جيدة بضرورة التبرع بالدم قصد إنقاذ حياة المرضى، فالتبرع بالدم لابد أن يكون دوريا مادام الرجال يمكنهم أن يتبرعوا بدمهم أربع مرات في السنة مقابل 3 مرات بالنسبة للنساء، بالإضافة إلى الاعتماد على وسائل الإعلام لإقناع المواطنين للتبرع بالدم، إضافة إلى المساجد باعتبار التبرع بالدم صدقة جارية وزكاة للنفس.

 

– ما هي نسبة الشباب المتبرعين؟

* نسبة التبرع بالدم لدى فئة الشباب ضئيلة جدا، كما أن نسبتها لدى الإناث تفوق نسبة التبرع لدى الذكور، وهذا ما أعتقده راجع إلى التركيبة النفسية للمرأة التي تتحكم فيها العاطفة، وأريد أن أؤكد للمواطنين أنه لا يوجد أي شخص في الجزائر توفي بسبب التبرع بالدم.

 

– بماذا تريدون ختم هذا الحوار؟

* في الختام أريد أن أوجه ندائي لكل المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 65 سنة ويتمتعون بصحة جيدة أن يتوجهوا إلى مختلف مراكز الدم المتواجدة عبر مستشفيات الوطن من أجل تلبية نداء القلب وهو التبرع بقطرة دم التي تعد بمثابة الحياة للمرضى، بالإضافة إلى تضافر الجهود من أجل القضاء على التبرع العائلي، وأقول إن الأدوات المستعملة في أخذ كميات الدم معمقة وأحادية الاستعمال، أي أنها تستعمل لمرة واحدة فقط ولشخص واحد ثم ترمى بعدها مباشرة.