رُفع الستار، السبت، بالجزائر العاصمة على معرض فني يضم أعمال الفنان التشكيلي والخطاط الجزائري العالمي رشيد قريشي، يضم 30 من الأعمال المحفورة (ليتوغرافي) تحتفي بسبعة من كبار المتصوفة.
ويشكل المعرض الذي يحتضنه رواق “سين آرت غاليري” والموسوم “أعلام الصوفية”، رحلة تكريم واستحضار لمجموعة من المتصوفة البارزين في العالم العربي والإسلامي والذين أضاءوا بحكمتهم وتجاربهم الروحية العالية التراث الروحي الإنساني المشترك والقيم الراقية للتسامح والتأمل. ويركز الفنان رشيد قريشي في صياغة مشروعه الفني على الحروف والرموز والزخارف للتعبير عن موضوعات عالمية مثل الذاكرة والتصوف والإبداع الإنساني.
ويضم المعرض الذي يتواصل إلى غاية 31 ديسمبر المقبل أعمالا محفورة (ليتوغرافي)، وهي رسومات خطية محملة بشحنات من الرموز والأشكال والزخارف والخطوط المستوحاة من الخط العربي والمنسوجات التقليدية بدلالاتها الثقافية والاجتماعية والصوفية، حيث أثثها بنصوص الحكمة والمقولات المأثورة والنصوص والأشعار باللغة العربية لمتصوفة كبار. ويتضمن المعرض أعمالا منتقاة حول سبعة متصوفة كبار وهم محيي الدين ابن عربي، جلال الدين الرومي، رابعة العدوية، فريد الدين العطار، الشيخ العلوي، عبد القادر الجيلاني وعلي الإسكندري. ويمازج الفنان في أعماله الفنية البديعة المعروضة بأناقة وبإضاءة خافتة بين تقنيات الخط العربي والنحت والحفر، كما اختار ألوانا تعكس أجواء التصوف والروحانية كالأخضر والبني والأحمر القاني والأزرق النيلي، ليعكس وعن جدارة قوة تجربته الفنية وصداها العالمي. وفي هذا الإطار، قال محافظ المعرض مصطفى أوريف إن هذا “المعرض الاستثنائي مخصص للفنان الشهير رشيد قريشي الذي أقام آخر معرض له بالجزائر سنة 2013 وهو من الشخصيات البارزة في الفن المعاصر على الساحة الدولية، حيث يستمد أعماله من الجذور العميقة للفكر الصوفي والتقاليد الروحية”. وأشار ذات المتحدث إلى أنه “تمّ انتقاء هذه الأعمال التي تخص سبعة من كبار المتصوفة من المجموعة الفنية الخاصة للفنان قريشي التي تشمل 80 عملا فنيا، والتي كرم من خلالها كبار المتصوفة من خلال استحضار أشعارهم وحكمهم، وهي المجموعة التي جاب بها أكبر قاعات العرض والمتاحف العالمية ليحط الرحال هذه المرة بالجزائر”.
ويعد قريشي – وهو من مواليد عين البيضاء في 1947- أحد أبرز الفنانين في العالم في فن زخرفة الخط العربي، حيث عرض إبداعاته في أشهر الأروقة العالمية وتم تتويجه بالعديد من الجوائز العالمية، على غرار جائزة الفن الإسلامي في 2011 وجائزة مؤسسة محمود درويش في 2021، كما تم ادراج أعماله ضمن مجموعات متحفية عالمية.
ق\ث
