شهد مقر المجلس الشعبي الوطني، الاثنين، حدثا برلمانيا غير مسبوق تمثل في التوقيع الرسمي على إعلان إنشاء الفضاء البرلماني العربي الأمريكي اللاتيني، وذلك بحضور شخصيات برلمانية بارزة من العالم العربي وأمريكا اللاتينية، على رأسهم رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي، إلى جانب رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي السيد رولاندو باتريسيو غونزاليس، ونائب رئيس برلمان أمريكا الوسطى السيد غاليارمو دانييل أورتيغا.
يأتي هذا التوقيع، تتويجا لشراكة استراتيجية بين الاتحاد البرلماني العربي و”البرلاتينو”، ويعد خطوة تأسيسية لفضاء دائم للحوار البرلماني بين شعوب الجنوب، يعنى بتبادل الآراء حول القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية ذات الاهتمام المشترك، في ظل التحولات الدولية المتسارعة والتحديات العالمية المتزايدة. وفي كلمته الافتتاحية، عبّر السيد إبراهيم بوغالي، عن اعتزاز الجزائر باحتضان هذه المبادرة الرائدة، مشيرا إلى أن الفضاء الجديد “لبنة إضافية في صرح التعاون بين الشعوب الحرة”، ومؤكدا أن الجزائر تظل، بحكم تاريخها النضالي، “أرض الوفاء ومهد الثورات، وجسرا للحوار بين الشعوب”. كما شدد بوغالي، على أن هذا المنتدى يرتكز على مبادئ سامية، على رأسها دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، والتمسك بالعمل المتعدد الأطراف كخيار حضاري مناهض للأحادية والتبعية. وأضاف أن الجزائر، تضع هذه القيم في صميم رؤيتها الدبلوماسية والبرلمانية، وتدفع باتجاه ترسيخها عبر كل المحافل الإقليمية والدولية. من جهته، عبر رئيس “البرلاتينو” السيد غونزاليس عن امتنانه للجزائر، قيادة وشعبا، مثنيا على دعم المجلس الشعبي الوطني في تجسيد هذه المبادرة، ومشيدا بالعلاقات التاريخية التي تجمع المؤسستين التشريعيتين. واعتبر غونزاليس, أن هذا الفضاء البرلماني سيكون منبرا للتنسيق البرلماني الفعال، من شأنه تعزيز الحوار بين البرلمانات، وبلورة رؤية مشتركة لمجابهة التحديات الكبرى، على غرار الأمن والسلم، والتنمية الاقتصادية المستدامة. كما دعا رئيس “البرلاتينو” إلى توسيع هذا الفضاء ليشمل البرلمانات الإفريقية، مؤكدا أن الجغرافيا لم تعد حاجزا أمام التعاون، وأن الوقت قد حان لتوحيد الصفوف من أجل تأسيس فضاء برلماني عالمي جنوب-جنوب يقوم على قيم الحوار، والمشاركة الفعلية، والاحترام المتبادل. وتعكس هذه المبادرة، الدور المتزايد للجزائر في بناء جسور التواصل بين دول الجنوب، ومكانتها كفاعل محوري في ترقية الدبلوماسية البرلمانية المتعددة الأطراف، بما يخدم مصالح الشعوب ويعزز من حضورها في مراكز صناعة القرار العالمي.
محمد بوسلامة
