أعربت الجزائر، عن أسفها العميق إزاء تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، واعتباره أساسا لحل نزاع الصحراء الغربية، معتبرة ذلك خروجا عن قواعد الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأكد بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أن الجزائر أخذت علما بما جاء في المذكرة الرسمية الأمريكية التي جددت دعم واشنطن للمقترح المغربي، في إطار السيادة المغربية، كحل للنزاع القائم في الصحراء الغربية. وأبدت الجزائر، استياءها الكبير من هذا الموقف، خاصة وأنه صدر عن دولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، يفترض فيها أن تكون حريصة على احترام القانون الدولي، وملتزمة بقرارات الشرعية الدولية التي تدعو إلى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره. وأشار البيان، إلى أن قضية الصحراء الغربية لا تزال قضية تصفية استعمار، لم تستكمل بعد، وأنه لا يمكن حسم مصيرها بمواقف أحادية أو مقترحات تفتقر للشرعية الدولية، مضيفا أن الواقع على الأرض يثبت أن الشعب الصحراوي لم يمنح حتى اليوم فرصة اختيار مستقبله بحرية، كما تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار 1514 للجمعية العامة، المتعلق بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. كما شددت الجزائر، على أن هذا الانزلاق الأمريكي لا يغير من الطبيعة القانونية والسياسية لقضية الصحراء الغربية، التي تظل مسألة تصفية استعمار، ويجب أن تحل وفق المبادئ الأساسية التي أُنشئت على أساسها منظمة الأمم المتحدة، وفي مقدمتها احترام حق الشعوب في تقرير المصير. وفي ختام بيانها، جددت الجزائر موقفها الثابت والداعم لنضال الشعب الصحراوي، مؤكدة التزامها الراسخ بمساندة مسار التسوية الأممي، ومرافقة جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الشخصي، بما يضمن حلا عادلا ودائما لهذا النزاع المزمن، بما يحفظ حقوق الشعب الصحراوي غير القابلة للتصرف.
محمد بوسلامة