الجزاء العظيم

الجزاء العظيم

الجنة هي الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه كَدَرٌ، وما حدثنا الله به عنها، وما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم يحير العقل ويذهله؛ لأن تصور عظمة ذلك النعيم يعجز العقل عن إدراكه واستيعابه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقول الله أعددتُ لعباديَ الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر؛ فاقرؤوا إن شئتم: ” فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” السجدة: 17. إنها الجنة: هي سلعة الله الغالية التي عرضها السماوات والأرض، وهي التي لا يفوز بها إلا المؤمنون الموحدون، الذين آمنوا بربهم، وعبدوه حق عبادته، ولم يشركوا في عبادته شيئًا، والذين عملوا صالحًا في حياتهم الدنيا، واستعدوا للقاء ربهم في الآخرة. وقد جاء في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة الكثير من النصوص الشرعية التي تصف الجنة وترغَّب فيها، والجنة يدخلها المسلم الذي ثبت على الإسلام وتجنب الكفريات؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله خلق جنة عدن وبناها بيده، لبنةً من ذهب ولبنةً من فضة، وجعل مِلاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباءها اللؤلؤ، ثم قال لها: تكلمي، فقالت: ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ” المؤمنون: 1، فقالت الملائكة: طوبى لك منزلَ الملوك” السلسلة الصحيحة. إنها الجنة وهذا نعيمها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكبٍ إضاءةً، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغضَ، لكل امرئ منهم زوجتان، كل واحدة منهما يُرى مخُّ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرةً وعشيًّا، لا يسقمون، ولا يمتخِطون، ولا يبصُقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، وقود مجامِرِهم الألُوَّةُ – قال أبو اليمان: يعني العود – ورشْحُهم المسك” رواه البخاري.

من موقع وزارة الشؤون الدينية