الجزاءُ من جنسِ العملِ

الجزاءُ من جنسِ العملِ

 

إن الجزاءُ من جنسِ العملِ في الثوابِ والعقابِ في التعامُلِ مع الخالقِ والمخلوقِ؛ فمن أفعالِ اللهِ في الثوابِ: أنه يُجازِي على الإحسانِ، وإحسانُهُ فوق كلِّ إحسانٍ، فمن صدقَ مع الله في إخلاصِ الأعمال له أعطاه الله على حسبِ صِدقِهِ معه؛ قال عليه الصلاة والسلام “إن تصدُقِ اللهَ يصدُقْك” رواه النسائي. ومن وفَى بعهُودِ اللهِ بالوقوفِ عند حُدودِهِ وفَى اللهُ بعهُودِهِ إليه بالعطاءِ والثوابِ؛ قال عز وجل: ” وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ” البقرة: 40، ومن حفِظَ اللهَ بطاعتِهِ واجتنابِ معاصيهِ حفِظَه اللهُ في دينِهِ ودُنياه؛ “احفَظ اللهَ يحفَظْك” ومن زادَ في الطاعةِ قرُبَ اللهُ منه قُربًا يليقُ بجلالهِ وعظمتِهِ، وكلما زادَ العبدُ في الطاعةِ زادَ منه في القُربِ؛ قال عز وجل في الحديثِ القُدُسيِّ: “وإن تقرَّبَ إليَّ بشبرٍ تقرَّبتُ إليه ذِراعًا، وإن تقرَّبَ إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشِي أتيتُهُ هَروَلَة” متفق عليه. ومن ذكَرَ ربَّه ذكرَهُ الله في السماء، ومن ذكَرَ الربَّ عند الناسِ بموعظةٍ أو تعليمٍ أو مدحٍ لله ولدينِهِ ونحوِ ذلك ذكَرَه الله عند ملائكتِهِ بالثناءِ عليه؛ قال عز وجل في الحديثِ القُدُسيِّ: “أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَني، فإن ذكَرَني في نفسِهِ ذكرتُهُ في نفسي، وإن ذكَرَني في ملأٍ ذكرتُهُ في ملأٍ خيرٍ منهم” متفق عليه. ومن أوَى إلى اللهِ والتَجَأَ إليه آواه وكفَاه؛ قال عليه الصلاة والسلام: “ألا أُخبِرُكم عن النَّفَر الثلاثة؟ أما أحدُهُم فأوَى إلى اللهِ فآواهُ الله، وأما الآخرُ فاستحيَا فاستحيَا اللهُ منه، وأما الآخرُ فأعرَضَ فأعرضَ اللهُ عنه” متفق عليه. ومن أفعال الله في العقابِ أن من عمِلَ ذنبًا عُوقِبَ بمثلِ عملِهِ، فمن تركَ توحيدَ الله زالَت عنه ولايةُ الله وحِفظُهُ؛ قال عز وجل في الحديثِ القُدسيِّ: “من عمِلَ عملاً أشركَ فيه معي غيري تركتُه وشركَه” رواه مسلم. ومن صرفَ شيئًا من أنواعِ العبادةِ لغيرهِ بالرياء أو السُّمعة أظهَرَ الله حقيقتَهُ للناسِ بأنه غيرُ مُخلِصٍ لله؛ قال عليه الصلاة والسلام: “من سمَّعَ سمَّعَ اللهُ به، ومن يُرائِي يُرائِي اللهُ به” متفق عليه. ومن علَّقَ قلبَه بغير اللهِ لم تتحقَّق مُناه؛ قال عليه الصلاة والسلام: “من تعلَّقَ شيئًا وُكِلَ إليه” رواه الترمذي.

الدكتور مسلم اليوسف