من إنتاج المسرح الوطني الجزائري، محيي الدين باشطارزي

“الجاثوم”… إبداع وإمتاع

“الجاثوم”… إبداع وإمتاع

استمتع عشاق الفن الرابع، السبت، بدار الثقافة “علي سوايحي” بخنشلة بالعرض المسرحي “الجاثوم” من إنتاج المسرح الوطني الجزائري، محيي الدين باشطارزي.

وعلى مدار ساعة ونصف من الزمن، تابع الجمهور الذي كان أغلبه من فئة الشباب هذه المسرحية التي أخرجها عبد القادر عزوز وكتبت نصها وفاء براهم شاوش، باهتمام كبير، حيث كان التجاوب مع أبطال العرض ملفتا من خلال التصفيقات الحارة على الممثلين الذين تداولوا على ركح دار الثقافة علي سوايحي.

وتتناول مسرحية “الجاثوم” قصة أفراد قرية صغيرة يعيشون وسط بيئة صحراوية تحت وطأة الأعراف والتقاليد المفروضة من المجتمع، وكبير القرية الذي يسعى إلى التقرب من الشابة فوزية وإقناع والدتها بفكرة الزواج منها قبل أن تفر من القرية في ليلة عرسها، لكنها تصطدم بكلام نسوة القرية اللواتي يتمسكن بالعرف والتقاليد ويرفضن رفضا قاطعا كل ما قامت به الشابة فوزية.

وعالجت المسرحية، حسب مخرجها عبد القادر عزوز، قضية “الجاثوم” (أي فكرة أو شخص يضغط على الإنسان ويثقل عليه فيشعره بضيق وانزعاج) الذي يطبق على صدر الأفراد من العادات والتقاليد التي لا يقتنعون بها، لكنهم يرفضون الخروج عنها بسبب البيئة التي يعيشون فيها، فتجعلهم يشعرون بعجز كبير أمام عدم قدرتهم لا على التعبير ولا على تغيير تلك العادات التي توارثوها عن أجدادهم.

من جهته، أكد الممثل أحمد مرزوقي، في تصريح لـ (وأج) عقب نهاية العرض المسرحي، بأن هذا العمل يستهدف تسليط الضوء على قضية يعيشها المجتمع الجزائري، سيما في المدن الصغيرة والقرى، حيث يرفض أفراده خروج واحد منهم سيما فئة النساء عن الأعراف والتقاليد.

وأبدى الحضور إعجابهم بالمسرحية التي عالجت واقعا معاشا، حسب زبير مرغاد الذي أكد عقب نهاية العرض بأن الممثلين نجحوا في طرح قضية هامة، وهي قضية خروج المرأة عن البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها والظلم والتسلط الذي تعيشه من أفراد المجتمع في حال مخالفتها لتلك العادات.

وتقمص أدوار العرض المسرحي “الجاثوم” كل من أحمد مرزوقي في دور “الصادق” كبير القرية ونوارة براح في دور “فوزية” ووهيبة باعلي في دور والدة فوزية وسليمان هورو في دور إيدير ابن الصادق، بالإضافة إلى نسرين بن محمد محيي الدين في دور العجوز جارة عائلة فوزية.

ق-ث