وجهة مفضلة للعائلات للاستمتاع بسحر الطبيعة

الثراء السياحي للطاسيلي ناجر يبهر وفدا من السواح الإسبان

الثراء السياحي للطاسيلي ناجر يبهر وفدا من السواح الإسبان

في جنوب شرق الجزائر، على حدود ليبيا والنيجر ومالي، تقبع منطقة منسية تدعى طاسيلي ناجر، وهي هضبة شاسعة تغطي مساحة قدرها 72 ألف كيلومتر مربع، ولها تاريخ عريق مرسوم على جدرانها وطبيعتها.

تنتمي المنطقة إلى قائمة التراث العالمي المحمي للأمم المتحدة منذ 1982، وتضم مجموعة استثنائية من الرسومات والنقوش وبقايا عصور ما قبل التاريخ.

 

وفد سياحي ينبهر بالمنطقة

أُعجب وفد سياحي إسباني بحجم القدرات السياحية الهائلة التي تتمتع بها منطقة الطاسيلي ناجر الممتدة عبر أقاليم ولايتي إيليزي وجانت، وذلك خلال رحلة سياحية استكشافية قام بها إلى هذه المنطقة.

واستمتع الوفد السياحي المكون من 14 فردا بجمال الكثبان الرملية الشاهقة والطبيعة العذراء وزخم الموروث الثقافي المنتشر عبر هذه المنطقة الشاسعة، والتي تعكس العمق التاريخي والامتداد الحضاري لمنطقة الطاسيلي ناجر.

 

تنوع طبيعي وثراء سياحي

وفي حديثه، أبدى “ألكسندر شافي” انبهاره الكبير بحجم الثراء والتنوع الطبيعي الذي تتميز به هذه المنطقة بالرغم من زيارته لها للمرة الثانية، مشيرا إلى أن لهذا المكان ”جاذبية وسحرا يشدانك إليه لاكتشافه أكثر والاستمتاع بتفاصيله التي تحمل قصصا ضاربة في عمق التاريخ”.

من جهتها، أعربت مواطنته “آلان” هي الأخرى عن سعادتها وهي تكتشف لأول مرة صحراء الجزائر والتي سمحت لها -حسب قولها- بالتعرف عن كثب على خصوصية هذه المناطق ونمط العيش فيها.

واطلع هذا الوفد السياحي خلال هذه الرحلة التي دامت نحو 10 أيام وعلى مسار سياحي يمتد من ولاية إيليزي الى غاية جانت على مختلف المقومات السياحية والبيئية بإقليم الحظيرة الثقافية الطاسيلي ناجر، والتي تتنوع فيها الوجهات الطبيعية والأثرية بين برك ومسطحات مائية ومساحات خضراء ومعالم جنائزية وغيرها من التشكيلات الجيولوجية والكهوف البركانية والنقوش الصخرية ورسومات تعود إلى ما قبل التاريخ .

وضمن جهود ترقية الحركية السياحية بالمنطقة، تعمل مصالح القطاع على إدراج عدد من المسارات السياحية الجديدة قصد تعزيز وجهات استقطاب السواح وتنويعها والاستثمار في القدرات السياحية غير المستغلة التي تزخر بها الولايتان، سيما تلك المنتشرة عبر مواقع تماجرات وافرا وتاست وعرق ايسوان وواد جرات، وفقا لما صرح به مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية إيليزي عزيز عوامر.

وتستقطب منطقة الطاسيلي ناجر بأقصى الجنوب الشرقي للبلد سنويا أعدادا معتبرة من السواح الأجانب والوطنيين سيما خلال موسم السياحة الصحراوية الذي يمتد من أكتوبر إلى أفريل، حيث تعتبر هذه المنطقة قبلة وملاذا لهواة السياحة والاكتشاف والمغامرة.

تستقطب أودية منطقة التاسيلي أزجر بولاية إيليزي العائلات التي تفضل الاستمتاع بمناظر سيلان تلك المجاري المائية التي تشكل لوحة فسيفسائية طبيعية خلابة تشتهر بها هذه المنطقة التي تعد أكبر متحف مفتوح على الهواء الطلق.

وتقصد عديد العائلات مختلف المواقع الطبيعية سيما التي تكثر فيها الأودية (ويسمى الوادي بأنجي بالتمهاق وهي اللغة المحلية لتوارق الطاسيلي)، حيث تشهد المنطقة في هذه الفترة تساقط كميات معتبرة من الأمطار سيما بالجهة الجنوبية لولاية إيليزي وخصوصا بأقاليم برج الحواس وجانت، فضلا عن الطريق الرابط بين عاصمة الولاية والولاية المنتدبة جانت مما تسبب في سيلان عديد الأودية على غرار أودية تاست (إيليزي) وإهرير (برج الحواس) وأفرا و إفديل، وغيرها من المواقع التي تتجمع فيها مياه الأمطار بجبال التاسيلي.

 

فضاءات طبيعية للراحة والترويح عن النفس

يعتبر الشاب (ع-ف) من منطقة إهرير أن كميات الأمطار التي تتساقط بشكل مستمر على منطقة التاسيلي أزجر أصبحت متنفسا “حقيقيا” لسكان المنطقة، سيما الشباب منهم حيث يستغلون سيلان الأودية التي تحولت فيما بعد إلى برك مائية فضاءات لممارسة السباحة خاصة في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة التي تشهدها الولايات الجنوبية بصفة عامة.

وأشار إلى أن هناك عديد الأودية المعروفة بمنطقة إهرير المصنفة من المناطق ذات الأهمية العالمية ضمن قائمة الاتفاقية العالمية الخاصة بالمناطق الرطبة “رامسار” سنة 2001 أصبحت ملاذا “خاصا” لهواة الطبيعة والسباحة على غرار أودية “إضران” و “أغرم” و “أجه” التي يقصدها السواح من مختلف بلديات الولاية ومناطق الوطن أيضا.

من جهته، اعتبر الشاب (س-ج ) الأمطار التي أدت إلى سيلان تلك الأودية “هبة ربانية للمنطقة والتي ساهمت في اعتدال المناخ ولطافته وتوفير فضاءات طبيعية للراحة والترفيه للعائلات”.

كما يفضل البعض الآخر من الشباب المكوث لأيام عديدة بالمناطق التي تكثر فيها الأودية بغرض الاستمتاع ليلا ونهارا بروعة مناظر منطقة التاسيلي أزجر التي يمتزج فيها جمال جبالها الشامخة بسيلان الأدوية التي تشكل لوحة فنية تعكس سحر طبيعة الصحراء، سيما منها تلك الشلالات التي يتجمع بمحاذاتها عشاق الطبيعة لالتقاط صور فوتوغرافية.

وعادة ما تمزج تلك الصور التذكارية بين غروب الشمس والبرك المائية مشكلة بذلك منظرا طبيعيا في غاية الروعة، وهي الصور الفوتوغرافية التي قد ترقى لأن تنافس كبريات صور الطبيعة في العالم وأشهرها، فضلا على أنها تساهم في التعريف والترويج لسحر الطبيعة بهذه المنطقة من أقصى الجنوب الشرقي للبلد، سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويجمع سكان المنطقة، خاصة القاطنون بالمناطق النائية من البدو الرحل الذين يمارسون نشاط الرعي، أن الأمطار التي تهاطلت مؤخرا على المنطقة تبشر بموسم رعوي وفلاحي “متميز”، خصوصا ما تعلق منه بتوفر الكلأ لمواشيهم و أيضا زيادة في خصوبة التربة ووفرة مياه السقي.

 

علاقة وطيدة بين السكان والأودية

هناك علاقة حميمية تربط بين سكان التاسيلي أزجر بالأودية، حيث أنها تحظى بمكانة خاصة لديهم لما توفره من كلأ للمواشي، علما أن نشاط الرعي يعد مصدر رزق لعديد عائلات البدو الرحل.

وتظل منطقة التاسيلي أزجر واحدة من أجمل مناطق العالم ومصدر إلهام لعديد السواح القادمين من شتى القارات، وأيضا من مختلف مناطق الوطن لما تزخر به من مناظر طبيعية ومواقع سياحية خلابة والتي تشهد على مدار أيام السنة إقبالا واسعا من قبل عشاق الطبيعة الصحراوية وعادات وتقاليد سكانها.

ق. م