أنوار من جامع الجزائر

الثامن من ماي 1945م … بداية التحرير ( الجزء الثالث)

الثامن من ماي 1945م … بداية التحرير ( الجزء الثالث)

وما دمنا في هذه الندوة نستعرض صفحات من تاريخ المقاومة، في هذه الأرض المجاهدة، ونحيي ذكرى الشهداء الأبرار، في مظاهرات الثامن مايو عام خمسة وأربعين 1945م، رأيت من المفيد أن أعرض عليكم عناوين لبعض المقالات الّتي كنّا نقرأها في عهد الفتوّة وطلب العلم، وتبعث في نفوسنا الحماسة، وتعزّز فيها حبّ الوطن. كتبها شباب من جيل المجاهد صالح قوجيل، الّذين كانوا يتلقّون العلم في معاقل العلم والتربية والجهاد. ومقالاتهم تنمّ عن روح إسلامية، وحسّ وطنيّ، وقلوب مفعمة بحبّ الوطن، تهفو إلى الجهاد والشهادة في سبيل الله؛ وقد نال بعضهم غايته ومبتغاه. هي عناوين مقالات نُشرت في أعداد مجلّة “الروح”، خلال شهور: مايو وجوان وجويلية سنة ثمان وأربعين “1948م”؛ ومنها على سبيل المثال:

“.. في الثامن مايو خرجت فرنسا في ثوبها الرسميّ الأسود، وكشفت في هذا اليوم عن حقيقتها، وعرّفت العالم بشنيع جرائمها. فيا ويلك أيّها المستعمر، ولا بدّ من صيدك يوما فاصبر”. “ما كان يوم الثامن مايو يوم حزن وأنين، إنّما كان فاتحة الاستشهاد وبداية التحرير”.

هذا ما كان يحمله شباب الجزائر من جيل المجاهد صالح قوجيل من همّ الوطن السليب. فقد كان يقضّ مضاجعهم أن يروا وطنهم يرزح تحت وطأة الاستدمار البغيض، وكان همّهم شحذ الهمم وتهيئة النفوس لتستعدّ لجهاد كانوا يرونه قريبا. وقد كان هذا الجيل هم الذين فجّروا ثورة التحرير، وانتشروا طلائع أولى للجهاد، من شرق الجزائر من الأوراس الأشمّ، إلى وسطها بجرجرة، وغربها بالونشريس، إلى تلمسان، إلى صحرائنا الشاسعة. والتحق بهم أبناء الوطن الأحرار في ديار المهجر.

 

الجزء الثالث من كلمة السيّد عميد جامع الجزائر بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة