– أنَّ مَنَّ توَكَّل على الله كَفَاه؛ قال تعالى: ” وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ” الطلاق: 3، فقد جَعَلَ اللهُ جزاءَ التَّوَكُّل الكِفاية، فمَن اكتفى بالله؛ كفاه اللهُ. ولَمَّا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أعظمَ الناس تَوَكُّلًا على الله، فقد جازاه اللهُ على ذلك؛ بأنْ كان حَسْبَه وكافيه، هو ومَن اتَّبَعه من المؤمنين الصادقين، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ” الأنفال: 64.
– اسْتِشعارُ مَعِيَّةِ الله: فالمُسلم متى ما توكَّل على الله، واعتمدَ عليه؛ أحسَّ بأنَّ اللهَ تعالى قريبٌ منه، وأنه مُعِينُه على مُرادِه، وفي هذا اسْتِشْعارٌ لِمَعِيَّة الله في كلِّ وقتٍ وحِين.
– اسْتِجلابُ مَحَبَّةِ الله: فإنَّ الله سبحانه يُحِبُّ مَنْ توكَّل عليه حقَّ التَّوَكُّل؛ لأنَّ هذا المُتوَكِّل عَمِلَ بأوامره، وأخذ بالأسباب التي شَرَعَها اللهُ، وبَقِيَ قلبُه مُعَلَّقًا بالله.
– النَّصر على الأعداء: فالله تعالى يُهَيِّئ للمؤمنين أسبابَ النصر على أعدائهم؛ كحال الصحابة الذين قالوا: ” حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ” آل عمران: 173، 174.
– دخولُ الجنةِ بغير حساب: مما ورد في فَضْلِ التوكُّل أنه يدخل بسببه سبعون ألفًا من أُمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم الجنةَ بغير حساب، وهم “الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”؛ رواه البخاري ومسلم.
– الحصول على الرِّزْق: لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: “لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ؛ لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا” رواه الترمذي.
– الحِفْظُ من الشيطان: فلا يستطيع الشيطانُ أنْ يَضُرَّ العبادَ إلا بإذن الله؛ لذا أمَرَهم بالتوكل عليه؛ لِيَحفَظَهم منه، قال تعالى: ” إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ ” المجادلة: 10.
– ارتِيَاح البالِ، واطمئنان النَّفْس: فبالتوكل يأمَنُ الإنسانُ من الانهيارات النَّفْسِية والعَصَبِيَّة، ولو تَنَبَّه الأطِباءُ النَّفسِيون لأهمية التوكُّل؛ لَجَعَلوه من أهمِّ علاجاتهم. ولو كان هؤلاء المُنتَحِرون توكَّلوا على الله حقَّ توكُّلِه لَمَا لَجَؤوا إلى الانتحار، ولأوْكَلوا أمْرَهم إلى الله، وأسْلَموا أنفُسَهم إليه، راضِينَ بقضائه وقدَرِه.
– بَعْثُ العزيمةِ على العمل: فالتوكل على الله يَبْعث في القلب الحماسَ، والعزيمةَ للعمل؛ لأنَّ فيه فتحًا لباب الأخذ بالأسباب المشروعة، وعندما يفهم المرءُ التَّوكُّل فَهْمًا صحيحًا؛ ينطلق للعمل، ويأخذ بالأسباب، وهذا فيه تشجِيعٌ على الإنتاج.
من موقع الالوكة الإسلامي