التوصيف لا يقتصر على واقع المسرح الجزائري… عبد الناصر خلاف: السوداوية انعكاس مباشر للراهن العربي

elmaouid

يتابع الناقد المسرحي عبد الناصر خلاف الحركة المسرحية في الجزائر منذ أكثر من عشرين سنة، ويرى أنها أصبحت تميل كثيرا إلى السوداوية.

وأوضح خلاف في حوار مع “العربي الجديد” قائلا: “هذا التوصيف لا يمس المسرح في الجزائر فقط، بل يمتد عبر جغرافية الوطن العربي. سبق لي أن شاركت منذ شهر كعضو لجنة التحكيم بمهرجان الأردن المسرحي في دورته الـ24، وكنت أيضا ضيف شرف مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورتها الـ 19 ولاحظت نفس التوجه”.

وأضاف: “يمكن الحديث عن السوداوية من خلال الطرح الموضوعاتي، وهو انعكاس مباشر للراهن العربي الذي يشهد تراجيديات لا تقل سوداوية. وهكذا نجد أن مسرح العبث كان خيار الكثير من المخرجين، رغم أنه خيار صعب جدا. أما على مستوى العتمة، فإن الأحداث تدور داخل فضاءات معتمة، حيث يكون استعمال خافت للإضاءة، والبقع الضوئية، والابتعاد عن توظيف الإضاءة الكاملة، وهذا راجع إلى الاشتغال على المواقف التراجيدية، ورضوخ بعض المخرجين أحيانا لسلطة السينوغرافي الذي يذهب بالعرض إلى الاشتغال على الجماليات والتفاصيل الصغيرة والتصوير السينمائي، على حساب فكرة الإخراج والمسرحية بشكل عام”.

وفي رده عن سؤال يتعلق بظاهرة الاقتباس التي أصبحت تغلب على الركح الجزائري خلال السنوات الأخيرة، قال خلاف: “هناك مغالطة كبيرة في هذا الطرح وللأسف تورط فيه الكثير. إن ما يسمى بالاقتباس في المسرح الجزائري كان في الأصل ترجمة، إعداد، جزأرة، تكييف لأنه كان يتم من نص مسرحي إلى نص مسرحي، وباستعمال مشروعية هذا المصطلح “الاقتباس” تمت ممارسات مشينة، وهي عبارة عن سرقات علمية موصوفة، أو تلاص ولا أحد تحدث في الموضوع، لأن النصوص المسرحية التي أنجزت للمسرح لم تنشر ويعرفها فقط من اشتغل عليها. أما الاقتباس فهو تحويل جنس أدبي (قصة، رواية، قصيدة) إلى المسرح. سؤالي المطروح كم من نص عالمي اقتبس للمسرح في الجزائر منذ الاستقلال؟ قد تفاجأ إذا قلت لك إن ما اقتبس لم يتعد عشرة نصوص. إن أهم النصوص الجزائرية التي اقتبست كانت لواسيني- وطار- كاتب ياسين- مولود معمري- رشيد ميمون. أما النصوص المسرحية المأخوذة من “الريبرتوار” العالمي التي قدمت للمسرح باسم الاقتباس فتلك حكاية أخرى. إن المسرح في العالم يرتكز على نصوص محلية وأخرى عالمية ولا داعي لإثارة هذه المسألة”.