التوصيات الشرعية في ظل عودة انتشار فيروس كورونا

   التوصيات الشرعية في ظل عودة انتشار فيروس كورونا

 

بادئ ذي بدء، أسأل الله جل وعلا أن يحفظكم بحفظه ويكلؤكم برعايته، وأن يصرف عنكم وعن المسلمين والناس جميعًا الوباء والبلاء، وفي ظل الأزمة الصحية الناجمة عن عودة انتشار فيروس كورونا، فإننا نقترح مجموعة من التوصيات الشرعية؛ وهي:

– الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره، بما في ذلك تقييد الحركة وعدم الخروج من البيوت إلا لضرورة ملحة، وكذلك التزام المشتبه بإصابتهم بالمرض بالحجر الصحي وفقًا للإجراءات الصادرة بالخصوص، ووقف الزيارات وتجنب الاجتماعات؛ فالشريعة الإسلامية مبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد؛ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “لا ضرر ولا ضرار” رواه ابن ماجه وصححه الألباني، ويستدل من هذا الحديث على تحريم الضرر بالنفس؛ وذلك بإلقائها في المخاطر، والنهي عن إلحاق الضرر بالآخرين.

– إتباع الإرشادات الصحية الصادرة عن أهل الاختصاص؛ وأبرزها: المحافظة على نظافة اليدين والبدن والملابس والأماكن، وجميع هذه الإرشادات تنسجم مع ديننا الحنيف الذي يأمرنا بالطهارة، بل إن أول باب من أبواب الفقه الإسلامي باب الطهارة.

– الأخذ بكافة أسباب السلامة والوقاية؛ ومنها: ترك المعانقة والتقبيل عند اللقاء؛ درءًا لانتشار العدوى، وأن يجتنب المريض غيره من الأصحاء؛ مخافة أن ينقل العدوى لهم؛ فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا يوردنَّ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ” متفق عليه، وعدم دخول المكان الذي ينتشر فيه الوباء وكذا عدم الخروج منه؛ فعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إذا سمعتم به – يعني: الطاعون – بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه” متفق عليه، وذكر العلماء أن هذا يشمل كل وباء.

– الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والتسليم بقضائه؛ فقال تعالى ” قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ” التوبة: 51، ويجب على المسلم الصبر على الابتلاء وعدم السخط؛ فعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له” رواه مسلم.

– عدم المبالغة في الخوف والقلق والتوتر، فالمطلوب منا التوكل على الله جل وعلا، والأخذ بالأسباب مع حسن الظن بالله تعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي” متفق عليه، وقد أمرنا ديننا الحنيف بترك التشاؤم؛ لما فيه من سوء الظن بالله تعالى.

– الحذر من نشر الإشاعات وتناقل الأخبار التي تبث الخوف والذعر في نفوس المسلمين دون تثبت وتوثق؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع” رواه مسلم.

– الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يكشف هذا البلاء والوباء عن المسلمين والبشرية جمعاء، والمحافظة على الصلاة وأذكار الصباح والمساء.