التوحيد مفتاح الجنة

التوحيد مفتاح الجنة

ذكر ابن القيم أن مفتاح الجنة التوحيد، وقال رحمه الله: “فالتوحيد أول ما يُدخَل به في الإسلام، وآخر ما يُخرَج به من الدنيا”، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة” أخلرجه أبو داود، فـ”لا إله إلا الله” هي كلمة التوحيد، وهي كلمة النجاة، التي من قالها مخلصًا، نجا من النار وفاز بالجنان؛ وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان آخر كلامه”؛ أي: عند احتضاره وخروجه من الدنيا “لا إله إلا الله دخل الجنة”؛ ومعنى “لا إله إلا الله”: لا معبود بحقٍّ إلا الله وحده لا شريك له، قيل: والمراد أن يقول الشهادتين، وليس كلمة التوحيد فقط، وكلمة التوحيد عَلَمٌ على الشهادتين؛ فتشمل الشهادة لله بالتوحيد، والشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة”. والتوحيد في اللغة معناه: إفراد الشيء عن غيره، أما معناه شرعًا: فهو إفراد الله تعالى بالعبادة، والتوحيد ثلاثة أنواع على سبيل التفصيل:

النوع الأول: توحيد الربوبية وهو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والتدبير، والإحياء والإماتة، وتدبير الخلائق؛ أي: أنه لا خالق، ولا رازق، ولا محيي، ولا ضار، ولا نافع، إلا الله سبحانه وتعالى.

النوع الثاني: توحيد الألوهية؛ ومعناه: إفراد الله تعالى بالعبادة، وترك عبادة من سواه؛ بألَّا يُعبَد إلا الله سبحانه وتعالى، لا يصلَّى، ولا يُدعَى، ولا يُذبَح، ولا يُحَج، ولا يُعتمَر، ولا يُتصَدق… إلا لله سبحانه وتعالى، يُبتغَى بذلك وجه الله تعالى، وهذا التوحيد هو الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب؛ كما في قوله تعالى: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” الذاريات: 56.

النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات؛ بمعنى: أننا نثبت لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل؛ ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” الشورى: 11، فنُثبت لله الأسماء؛ كما قال تعالى: ” وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” الأعراف 180، وكذلك نصف الله عز وجل بما وصف به نفسه.

الكاتب محمد بن حسن