حاولت الندوة الدولية الافتراضية الموسومة بـ “التواصل الهوياتي في أدب الطفل العربي”، التي نظمها قسم اللغة العربية بإشراف رئيس جامعة أمحمد بوقرة ببومرداس البروفيسور مصطفى ياحي وعميد كلية الأدب واللغات الأستاذ نور الدين لبصير وبرئاسة الدكتورة فتيحة شفيري، أن تثير موضوع الهوية في زمن تطغى عليه التكنولوجيا طغيانا كبيرا.
فلقد شكّلت الأمم القوية هوية الأمم العربية لتمتعها (الأمم الغربية) بالمركز وبالقوة التي سمحت لها بتسيير العالم ومنه العالم العربي، فسعت بذلك إلى تنشئة الطفل العربي تنشئة سلبية من خلال بث سمومها في الأجيال العربية الصاعدة حتى تغرس فيها كرها لوطنها انسلاخا عن لغتها ودينها واستخفافا بأمجاد آبائها وأجدادها، وهذا يعني أننا أمام صراع هوياتي طرح جملة من التساؤلات عن مدى قدرة أدب الطفل العربي على مواجهة هذا الصراع، فلذلك كانت اشكالية هذه الندوة مؤسسة على تساؤلات عديدة منها إلى أي مدى ساهمت الثورة الاتصالية في القضاء على هوية الطفل العربي وانحصار دور المؤسسات العربية، وما أسباب هذا التداعي الحر للهوية وركائزها، وكيف أثرت العولمة في مفهوم الهوية وركائزها وكيف يتم تفعيل التواصل الهوياتي في أدب الطفل العربي؟
وقامت هذه الندوة على محاور عديدة منها أدب الطفل العربي وسؤال الهوية، تيمة الوطن والتواصل الهوياتي في أدب الطفل العربي ومحور اللغة والتواصل الهوياتي في أدب الطفل العربي والبعد الديني والتواصل الهوياتي في أدب الطفل العربي والمحور الأخير الهوية والترجمة في أدب الطفل العربي.
شارك في هذه الندوة ثلة من الأساتذة والطلبة من داخل وخارج الوطن، فهناك مشاركات من جامعات تبسة، الطارف، عين تموشنت، تيزي وزو، الجزائر 2 ومن جامعة أمحمد بوقرة بومرداس ومن خارج الوطن كانت مشاركات من فلسطين، ماليزيا وأفغانستان.
وخرجت هذه الندوة بجملة من التوصيات منها تفعيل الحركة النقدية في أدب الطفل العربي وإقامة دورات تكوينية مكثفة من طرف الأساتذة المتخصصين لطلبة التدرج وما بعد التدرج في مجال أدب الطفل.
ومن التوصيات أيضا تشجيع الأعمال الأدبية الموجهة للأطفال الداعمة لقيم التسامح والتعايش، والحرص على ترسيخ الهوية الوطنية الاسلامية وتفعيل الترجمة في القصص الموجهة للطفل العربي خصوصا، وتفعيل ترجمة أدب الطفل بصفة عامة
وسيتم نشر أعمال الملتقى في مجلة علمية أو كتاب جماعي.
حاء/ ع