التواصل الاجتماعي

التواصل الاجتماعي

 

تعاني بعض المجتمعات الإسلامية من ضعف التواصل الاجتماعي بين أفرادها، ولعل السبب الرئيس هو ضعف الالتزام بالتوجيهات الشرعية التي تحض المسلم على حسن التواصل مع الآخرين، حتى وإن كانوا غير مسلمين، قال الله تعالى: ” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ” البقرة: 83، فاستُبدل بالرحمة والرفق الجفاء والغلظة، وبالاحترام والتقدير التعالي والكبر، وبالسلام الإعراض والصدود. إن شيوع المحبة، والتآلف والتآخي والاحترام والتقدير بين أفراد المجتمع يجعل المجتمع أكثر تماسكاً، وهو أساس متين من أسس تقدم أفراده؛ لأنه أدعى للتعاون والبذل والعطاء، ولو نظرنا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة المنورة، لوجدنا أنه ألَّف بين الأوس والخزرج أولاً بعد أن كانوا متناحرين في حروب طاحنة آخرها يوم بُعاث، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، فتكوّن مجتمع إسلامي فريد عبر التاريخ الإسلامي، وقد امتدح الله تعالى حالهم فقال سبحانه: ” مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ … ” الفتح: 29، وقال تعالى: ” وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ” الحشر: 9.

ومن التوجيهات العامة التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية، ولها دور أساس في التواصل الاجتماعي، ما يلي:

أولاً: التحدث إلى الناس بالتي هي أحسن، والحذر من نزغات الشيطان، قال الله تعالى: ” وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ” الإسراء: 53.

ثانياً: أهمية إفشاء السلام بين المسلمين على من يُعرف ومن لا يُعرف، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ” رواه مسلم.