لا يزال قاطنو قرية “مشارف” بسيدي داود شرق بومرداس، يعانون الاقصاء والعزلة في ظل التهميش الذي بات يلاحقهم من قبل مسؤوليهم الذين لم يبرمجوا في هذه القرية اية مشاريع تنموية منذ سنوات الامر الذي اغرق المنطقة في مشاكل بالجملة شملت مختلف قطاعات الحياة الكريمة.
يعيش قاطنو قرية “مشارف” بسيدي داود شرق بومرداس في واقع مر، بسبب تسجيل جملة من النقائص التي عكرت صفو حياتهم اليومية وجعلتهم يناشدون السلطات المعنية من أجل إيجاد حل لهم، ومن بين أبرز المشاكل التي يعاني منها هؤلاء نجد اهتراء الطرقات و هاجس غياب الأمن و قاعة علاج ، ناهيك عن مشكل انعدام النقل، ما جعلهم يعيشون في عزلة خانقة ويعلقون كل أمالهم على التفاتة من طرف السلطات في القريب العاجل من أجل اخراجهم من قوقعة التهميش والاقصاء من المشاريع التنموية التي من شانها ان تحسن حياتهم المعيشية.
التهيئة الحضرية غائبة
أول مشكل تطرق اليه قاطنو قرية “مشارف” بسيدي داود شرق بومرداس في لقاءنا بهم تمثل في غياب التهيئة الحضرية في ظل تواجد الطرقات في وضعية اقل ما يقال عنها كارثية ومتدهورة بسبب عدم صيانتها منذ سنوات الامر الذي زاد من سو ء حالتها.
وقد اكد هؤلاء ان الطرقات تتحول في الايام التي تتساقط فيها الامطار الى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين خاصة منهم التلاميذ الذين يجدون صعوبة في السير عليها الامر الذي يعطلهم كلما امطرت عن دراستهم اما أصحاب السيارات فيجبرون في كل مرة امطرت تركها خارج القرية خوفا من تعرضها لاعطاب فتكلفهم مصاريف إصلاحها هم في غنى عنها.
في حين تتحول في فصل الصيف الى غبار متطاير ما يعرض القاطنون خاصة منهم ذوي الحساسية والربو لأمراض الامر الذي يتطلب التفاتة سريعة من قبل الجهات المعنية من اجل تخصيص ميزانية مالية لتعبيد الطرقات حتى تنهي معضلتهم معها سواء في فصل الصيف اوالشتاء.
توفير الأمن أبرز مطالبهم
يطالب قاطنو قرية “مشارف” من السلطات المعنية بضرورة التدخل من أجل توفير مراكز الأمن بسبب الانتشار الكبير للسرقة والاعتداءات حتى في وضح النهار، التي سببها بعض الأشخاص المنحرفين الذين حولوا القرية الى المكان المفضل لهم في ظل اغتنامهم فرصة انعدام مركز امن بالقرية ، الامر الذي فتح المجال امام هؤلاء ما بات يثير مخاوف السكان، الذين أدت بهم الى البقاء في منازلهم خوفا على حياتهم واملاكهم امام صمت مسؤوليهم الذين وعلى الرغم من علمهم بهذه المشكلة التي تواجه يوميات سكان القرية غير انها تلتزم الصمت في كل مرة الامر الذي زاد من استياء هؤلاء.
فيما أرجع السكان سبب انتشار هذه الظاهرة، إلى عدم توفير مراكز الأمن التي من شأنها ردع هؤلاء المنحرفين وتحويلهم إلى مراكز إعادة التأهيل أو مراقبة تحركاتهم، خاصة في الفترات المتأخرة من الليل وهو الامر الذي يتطلب تدخل ضروري وسريع للجهات المعنية من اجل انجاز مركز امن بالقرية اوقريب من المنطقة حتى تنهي معاناتهم مع هذه المشكلة التي قال عنها السكان انها عمرت طويلا بالقرية.
غياب النقل عن القرية عزلها عن العالم الاخر
كما يعاني سكان القرية من مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي النقص الفادح في خدمات النقل ان لم نقل غياب تام لهذه الخدمة ما يجعل السكان مجبرين في كل مرة على الانتظار لساعات طويلة أمام موقف الحافلات بسبب النقص الفادح في وسائل النقل، مضيفين أن الأمر أدى إلى تعطل العديد منهم عن الالتحاق بالشغل أوالدراسة بالنسبة للتلاميذ والطلبة على حد سواء.
وفي هذا السياق يطالب السكان من السلطات المعنية التكفل بهذا الانشغال وبالتالي انتشالهم من العزلة التي طالتهم عبر تدعيم القرية بخطوط نقل اضافية من أجل فك العزلة عن المنطقة، خاصة أن البلدية عرفت في السنوات الأخيرة كثافة سكانية معتبرة، مضيفين في سياق ذاته انهم يضطرون لتوقيف سيارات “الكلوندستان” والتي تستغل غياب النقل لتحكم قبضتها على المواطنين من خلال رفع الأسعار، مضيفين أن سائقي سيارات الأجرة غير الشرعية قد أفرغوا جيوبهم أمام غياب البديل أمام المواطنين.
كما تطرق هؤلاء إلى مشكل غياب النقل المدرسي ما دفع أبنائهم إلى الذهاب لمدارسهم البعيدة مشيا على الأقدام، ما يجعلهم عرضة للخطر سيما وأنهم لا يزالون أطفالا قصر، داعين مسؤوليهم إلى ضرورة التدخل من أجل توفير النقل المدرسي في أقرب الآجال حتى يتسنى لأبنائهم الاستفادة منها.
قاعة العلاج هيكل بدون روح
في حين تطرق القاطنون أيضا الى مشكلة نقص العتاد بسبب شح الإمكانيات داخل قاعة العلاج الوحيدة المتواجدة بالقرية ما ولد استياءا شديدا لدى المواطنين.
وقد أعرب العديد من قاطني القرية عن امتعاضهم الشديد من قطعهم لمسافات طويلة من قريتهم حتى الى القرى المجاورة وفي بعض الأحيان حتى الى وسط البلدية اوالبلديات المجاورة لتلقي العلاج خاصة وأن قاعة العلاج الواقعة بقريتهم لا تتوفر على العتاد الطبي الكافي والإمكانيات اللازمة للتكفل بمختلف الحالات الصحية، ما دفع الأطباء إلى تحويلهم الى وسط البلدية من اجل تكملة العلاج الامر الذي يكلفهم في كل مرة دفع مصاريف هم في غنى عنها.
انعدام تام للمرافق الرياضية والترفيهية
رفع العديد من شباب قرية “مشارف” بسيدي داود شرق بومرداس مطالبهم إلى السلطات المعنية بغية توفير المرافق الرياضية والترفيهية من اجل ان ترفع الغبن عن هاته الفئة التي لا تزال مهمشة على طول الخط، إذ يعاني الشباب من غياب المرافق الترفيهية والرياضية على غرار قاعات الرياضة والملاعب الجوارية ودور الشباب، بسبب عدم إقدام المسؤولين المحليين على تجسيد مشاريع من هذا القبيل، الأمر الذي آثار حفيظة واستياء السكان بصفة عامة والشباب بصفة خاصة.
وقد اكد شباب القرية ان غياب المرافق الرياضية والترفيهية بمنطقتهم جعلتهم في كل مرة ينتقلون إلى المناطق المجاورة للترويح عن أنفسهم وممارسة الرياضة كل حسب ميوله ورغبته، مشيرين إلى أن هذا الوضع تسبب في إنفاقهم لأموال في غنى عنها من خلال التنقلات في الحافلات والكلوندستان إلى المناطق التي تتوفر بها المنشآت المراد قصدها من قبلهم، مضيفين أنه وعلى الرغم من الشكاوى والنداءات التي وجهوها للمصالح المحلية أملا في الحصول على التفاتة منها، إلا أنه ما من جديد يذكر إلى حد الساعة بدليل بقاءهم يعانون من غياب مثل هذه المرافق التي يعتبرها هؤلاء بالضرورية.
أيمن ف