الجزائر- قررت النقابات المستقلة المنضوية تحت لواء التكتل النقابي لمختلف القطاعات، الاجتماع يوم 5 نوفمبر لرسم خريطة الحركة الإحتجاجية القادمة والتي ستكون إما الدخول في إضراب مفتوح، أو لثلاثة أيام في الأسبوع، إذا ما واصلت الحكومة إغلاق أبواب الحوار في وجه النقابات بشأن قرار إلغاء التقاعد المسبق ودون شرط السن وعدم إشراكهم في ” الثلاثية” .
وأكد رؤساء وممثلون عن 11 نقابة مستقلة لمختلف القطاعات شاركت في ندوة صحفية بجريدة الحوار ، أن مواصلة الحركة الاحتجاجية بعد الإضرابين المنعقدين في 17 ، 18 و 24 ، 25 أكتوبر الماضي ، قرار لا رجعة فيه ، وكل أشكال الإضراب واردة، إذا واصلت الحكومة سياستها الحالية، ودعا التكتل النقابي الحكومة لتحمل مسؤولياتها الكاملة بشأن ما يمكن أن يحدثه الإضراب في الشارع .
* سلال يستعمل العصى المعنوية ضد العمال
و في هذا الصدد، أوضح الأمين العام للإدارة العمومية لخضر عشوي ، أن” قرار الحكومة جائر ، لأن الدستور ينص على حرية النقابات في النقاش وهي تخرقه بسياستها ” وأضاف أن الحكومة عوض أن تلجأ لجيب المواطن لتعويض العجز ، كان لا بد عليها اللجوء لوزرائها وإطاراتها ”، في حين اعتبر رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الصادق دزيري تصريح سلال الأخير بشأن فتح الحوار مع النقابات بعد المصادقة على قانون التقاعد بمثابة استعمال ”العصى المعنوية” ضد العمال.
وفي رد بعض النقابيين عن سؤال حول إمكانية رهن مصير التلاميذ من خلال الإضرابات قال صادق دزيري “إن هذا ليس ذنبنا بل لانسداد قنوات الحوار مع الحكومة، وإن العامل الجزائري له الحق في الإضراب”، في حين قال المكلف بالإعلام لنقابة سناباب مسعود بوديبة أن الإضراب يعد من وسائل الاستقرار و ليس لإثارة الفوضى .
من جهة أخرى نفى النقابيون المشاركون في الندوة الصحفية ما صرح به وزير العمل والتشغيل محمد الغازي بشأن إفلاس الصندوق الوطني للتقاعد في السنوات المقبلة، مطالبين الحكومة بتقديم وثائق رسمية تبين وضعية الصندوق حاليا، وعدد المشتركين فيه.
وقال الصادق دزيري إن ”هناك تناقضات في تصريحات المسؤولين بشأن صندوق التقاعد” ، معتبرا الخبر الذي صدر عن الحكومة بشأن إفلاس الصندوق جاء لترهيب العمال والانصياع لها، كما أبدى المتحدث نفسه استعداده لدعم الصندوق لو يتم فتح باب الحوار من خلال طرح مقترحات على الحكومة من بينها التحصيل الاجتماعي نظرا للتهرب في التصريح بالعمال، ورفع نسبة الخواص في اشتراكات الصندوق بالإضافة إلى مقترحات أخرى من شأنها أن تدعم الصندوق الوطني للتقاعد وتجعله في أريحية تامة.
من جهته قال رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان إنه ” إذا كان الصندوق الوطني للتقاعد مهددا بالإفلاس حقا، فهذا القرار سيفلسه أكثر نظرا للعدد الهائل من العمال الذين أودعوا ملفاتهم للاستفادة من التقاعد ” .
* هناك تناقض بين رسالة رئيس الجمهورية وعمل الحكومة
من جهة أخرى عاد النقابيون إلى رسالة رئيس الجمهورية الأخيرة بمناسبة الفاتح من نوفمبر التي تحدث فيها عن فتح باب الحوار مع الشركاء الاجتماعيين، معتبرين أن هناك تناقضا بين خطاب الرئيس وعمل الحكومة وطالبوا السلطة العليا للبلاد التدخل العاجل لإيجاد حل ينصف النقابات المستقلة .
أمام هذا و ذاك، تبقى تصريحات النقابات المستقلة من جهة وبعض الوزراء من جهة أخرى تطرح العديد من التساؤلات لدى الرأي العام، فمن جهة يدعو بعض الوزراء مثل التربية، والعمل، والصحة النقابات للجلوس والتشاور ، و من جهة أخرى تقول النقابات إن الحكومة تصد كل أبواب الحوار والنقاش في وجهها؟.