الجزائر- دعا نقابيون وأساتذة وزارة التربية الوطنية إلى النظر في الظروف والأسباب العامة والخاصة التي تركت عمال القطاع يطلقون مهنة التعليم في الجزائر باكرا ويلجأون إلى طلب التقاعد النسبي الذي أحدث ضجة غير مسبوقة في ظل الحركات الاحتجاجية المنظمة من قبل بعض التنظيمات النقابية عبر مختلف القطاعات .
وشدد هؤلاء النقابيون والأساتذة في تصريح لـ ” الموعد اليومي” بأن الإضراب يبقى حقا مشروعا لكل العمال الذين يرفضون تهديدات وزيرة التربية الوطنية بخصم أجورهم ومنحة المردودية والتي اعتبرها البعض خطوة سلبية نحو تأجيج الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن .
” الكلا” : الإضراب حق مشروع وتهديدات بن غبريط لا ولن تخيف العمال
أكد عاشور إيدير الناطق الرسمي لمجلس أساتذة الثانويات الجزائرية رئيس نقابة ” الكلا” بأن هناك تصاعد كبير في وتيرة المضايقات على النقابيين في قطاعي الإدارة العمومية والتربية خلال الإضراب الذي دعا إليه التكتل النقابي والذي عرف تجاوبا لا بأس به من طرف العمال الذين تمسكوا بمختلف المطالب المهنية والاجتماعية العالقة .
وقال عاشور إيدير في تصريح لـ “الموعد اليومي” بأن نقابته سجلت في بعض الولايات على غرار ولايات معسكر مضايقات في حق المديرين على مستوى بعض المؤسسات التربوية الذين استجابوا لنداء الإضراب في وقت مورست مضايقات من نوع آخر على البعض لدفعهم إلى معاقبة الأساتذة المضربين خاصة المتربصين والمتعاقدين الجدد.
ويعتقد المتحدث بأن التهديدات التي رفعتها وزارة التربية الوطنية في حق المضربين لا ولن تخيف العمال الذين دخلوا في خيار الإضراب كحق دستوري باعتبار أن قرارات الوزيرة في حد ذاتها ستشعل النار أكثر مما ستعالج الأوضاع وتحتويها بطريقة حكيمة .
كما أوضح المتحدث نفسه بأن المطالب المهنية والاجتماعية التي رفعها عمال القطاع شأنها شأن القطاعات الأخرى مطالب مشروعة خاصة فيما تعلق بالتقاعد وقانون العمل الجديد، مشيرا أن هذه المطالب في الأصل تتعدى وزارة التربية الوطنية التي كان عليها تأكيد ذلك واحتواء الوضع المتأزم منذ البداية .
الكناباست : الأستاذ يرفض التهديد بالمساس بقوته ومنصبه
اعتبر مسعود بوديبة المكلف بالإعلام على مستوى نقابة الكناباست تلويحات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط القاضية بمعاقبة الأساتذة المضربين وخصم أجورهم بمثابة تأجيج للوضع الحالي داخل القطاع الذي يشهد مدا وجزرا غير مسبوق، مشيرا أن الأستاذ يرفض التهديد والتخويف والمساس بقُوته ومنصبه .
ويرى مسعود بوديبة في تصريح لـ “الموعد اليومي” في الإجراءات الأخيرة التي أعلنت عنها وزيرة التربية نورية بن غبريط ضد الأساتذة المضربين بأنها غير قانونية باعتبار أن مسؤولي الوزارة إذا عزموا على اتخاذ جملة من القرارات فإنهم سينفذونها حتى ولو على حساب القانون .
وأوضح بوديبة بأن المضايقات هي بالفعل موجودة خاصة على الأساتذة الجدد وذلك بهدف تخويفهم بالفصل من العمل لثنيهم على مواصلة الإضراب أو الدخول في أي حركة احتجاجية كانت وهو إجراء يصفه محدثنا بغير القانوني .
وانتقد المتحدث في السياق ذاته بشدة تصريحات وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي بشأن التقاعد النسبي واعتبرها بمثابة استهزاء بالطبقة العاملة باعتبار أن قرار إلغاء التقاعد النسبي تم دون استشارة العمال بالإضافة إلى عدم احترام الهيئة التشريعية ممثلة بالمجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة .
كان الأجدر بنا أن نناقش هروب الأساتذة من التعليم عوض التقاعد النسبي
عزالدين باي: الخصم من أجور المضربين إجراء قانوني وتحصيل حاصل
قال عز الدين باي الممثل السابق للجنة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوني والتقني بأن التقاعد النسبي كلمة حق أريد بها باطل حيث كان يتعين على وزارة التربية الوطنية أن تدرس وتتمعن وتعالج بدقة الأسباب الكامنة وراء فرار العديد من الأساتذة والمعلمين من مهنة التعليم خلال السنوات الأخيرة وطلبهم الحق في التقاعد النسبي الذي أحدث ضجة كبيرة.
وقال عزالدين باي في تصريح لـ “الموعد اليومي” بأنه الأجدر بنا في قطاع التربية أن نفتح نقاشا مستفيضا عن ظروف عمل الأساتذة وما هي الأسباب التي تجعلهم يطلّقون مهنة التعليم مبكرا عوض أن نفتح نقاشا عن التقاعد النسبي بين مؤيد ومعارض .
ويرى المتحدث أن الخصم من أجور المضربين هو إجراء قانوني وهو تحصيل حاصل، متسائلا: هل بالرغم من هذا التحصيل الحاصل والخصم من الأجور يمكننا أن نعالج مشاكل العمال خاصة في ظل النزيف الذي تتعرض له الجزائر من الداخل ..؟ داعيا في هذا الإطار إلى فتح حوار جاد مع كل الفاعلين في القطاع لمعالجة الجوهر بعيدا عن القضايا الهامشية .
