التعصّب الثقافي الأدبي!

التعصّب الثقافي الأدبي!

قبيل فترة حذفني صديق، لا لشيء فقط لأنّي أعلنت قراءتي لعدّة كتّاب غربيين من فلاسفة وروائيّين وحتّى شعراء، وعلى سبيل المثال لا الحصر: صديقي سيوارن، و نيتشه، دانييل ستيل، ساندرا براون، كافكا، ستيفن كينغ..رامبو وغيرهم الكثير.
هذا الصديق أديب يمتلك لغة فارهة وأسلوبا بديعا، يميل إلى الأسلوب الجاحظي و معاصريه وتابعيه، وقد نصحني بالقراءة للقدامى من فطاحل اللغة بدلا من القراءة لهؤلاء!
أوافقه إلى حدّ بعيد غير أنّ هذا التعصّب أرفضه، لأنّ مردّه الأساسي هو رفض الغرب كغرب، ليس رفض ما كتبوه كجوهر قد يحيد بالانسان عن فطرته السويّة، وإن كان كذلك فما دور العقل في القراءة والتمحيص، والبحث عن الحكمة التّي هي ضالّة المؤمن وأنّى وجدها فهو أحقّ بها، التفكير بمنطق صديق هو تفكير خاطئ ففي الحين الذّي نطالب فيه غيرنا أن يقرأ لنا نحتكر نحن الفكر ونمنع أنفسنا من التزوّد بالمعرفة، فكيف سيعرف الغربي أدبنا طالما يفكّر هو بذات تفكير صديقي اللامنطقي!!
أنا عادة حين أختار كتابا لقراءته أطّلع على سيرة صاحبه، وبهذا أكون على دراية جزئية بتفكيره انطلاقا من بيئته فغالبا الفرد ابن بيئته..
زبدة القول: أبعدوا القراءة عن التعصب، اقرأوا ووازنوا وخذوا ما ينفعكم، فكل كتاب مفيد، أو كما قال أحدهم- نسيت اسمه- أكون عرفت كيف تكتب التفاهة!…

 

بقلم الكاتبة: نسرين بن لكحل -تبسة-