يشدد الطب النفسي على أهمية دور الأهل والمحيط العائلي في تنمية قدرات الطفل من الناحية الادراكية والابداعية، لذا على الأم والأب إيلاء الكثير من الوقت الثمين لاستثماره في مستقبل أبنائهم.
من وجهة نظر طبيبة علوم النفس للأطفال انا ماريا لوبيز دينو ولها برنامج تلفزيوني تربوي ناجح في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن محيط العائلة المثالي له الدور الأكبر في تنمية قدرات الأطفال العقلية والذهنية والإبداعية، لكن ذلك يتطلب من الوالدين الجهد والعطاء وعليهما إن يكونا على استعداد لذلك إذا ما أرادا مستقبلا كريما لهم.
وتضيف لوبيز أن الطفل رغم صغر سنه بمقدوره استيعاب مشاعر المحيط الذي يعيش فيه والتفاعل معها، لذا لا يجب اهمال بناء علاقة روحية معه. ومن النصائح الفعالة لتي تقدمها الطبيبة للوالدين:
إشعار الطفل بالدفء بشكل دائم مثل احتضانه دوما، فالأبحاث الحديثة أثبتت أن لمس الطفل يحد من مخاطر حدوث خلل في قدرته على التركيز والانتباه بشكل جيد، على الأم بالأخص أن تتواصل مع طفلها عبر ايماءات معبرة في تقاطيع وجهها، كالعينين مع ابتسامة، فالأطفال عادة لا يحبون النظر إلى وجه ممل أو بليد أو غير مبتسم.
والغناء من الأمور التي يحبها الطفل كثيرا، فهي أول ما يتعلمها ويسلي نفسه أحيانا بالغناء ، لذا يمكن للأم أن تغني معه أو تغني له وتلعب معه وكأنها تنتمي إلى جيله. كما يجب تشجيعه على القراءة بصوت عال لكتب أو مجلات مضحكة ومسلية للأطفال.
ومن أجل التعزيز من قدراته الفنية عليها التعاون معه لقص كلمات وأحرف وصور جميلة لحيوانات وأزهار ثم إلصاقها فوق كرتونة ملونة، ومن المفيد جدا أن تزور معه المكتبات بانتظام وبالأخص تلك التي تنظم عروضا خاصة للأطفال أو تجلس معه في القسم المخصص للقراء في المكتبات للاطلاع على آخر كتب الأطفال، فهذا يشجعه على حب المطالعة والقراءة.
التخفيف من الألعاب الإلكترونية
من الضروري تقليل وقت لعب الطفل بواسطة الحاسوب الآلي والحد من ساعات مشاهدته للتلفزيون حتى ساعتين يوميا فقط، فالأبحاث أثبتت أن الإفراط في هذا النشاط يعيق النجاح الأكاديمي عند الأطفال مع تشجيعه على اختيار برامج تثقيفية مختلفة. ويجب توفير ألعاب تثقيفية مناسبة لعمره تساعد على إكمال حواسه الخمس في مرحلة الطفولة المبكرة إضافة الى تنمية خياله في سن الثالثة وحتى الخامسة.
ولا بأس من انضمامه إلى نادٍ للطفولة أو الصغار من أجل تنمية هواية مثل الرقص، فهو ينشط الذاكرة لضرورة حفظ خطوات الرقص. ولا مانع من ارتياد مسرح أو دار سينما تقدم عروضا لصغار السن.
ضرورة التعبير والاستماع
وإذا كان بمقدور العائلة القيام مع طفلها برحلة لزيارة أبرز المعالم التاريخية والسياحية أو زيارة بلد، فهذا يوسع من أفق معرفته وينمي حبه للاطلاع، ومن بعد الرحلة ترك الطفل يروي ما شاهده، فهذا ينمي أيضا مداركه وقدرته الكلامية والتعبير بلغة سليمة وعند ارتكابه أخطاء لفظية لا يجب تصحيحها بحدة بل بشكل لطيف كأن تؤكد الأم له بأنها تخطئ أيضا ثم تصلح أخطاءها لكي تكون لغتها جميلة.
من المفيد الجلوس وتبادل الأحاديث مع الطفل على الأقل نصف ساعة يوميا وتركه يروي ما عايشه في نهاره خارج البيت وعدم كبح مخيلته إذا ما روى قصصا من خياله، والسماح له بالتعبير عن رأيه بمسألة عائلية أو اجتماعية أو سواها.
ق. م