الترحيل مطلب قاطني الحي الفوضوي “الوادي” بحمادي

الترحيل مطلب قاطني الحي الفوضوي “الوادي” بحمادي

يعيش قاطنو الحي الفوضوي “الوادي” بحمادي غرب بومرداس معاناة كبيرة وحقيقية في تلك البيوت المهترئة التي انتهت صلاحيتها منذ سنوات، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا وسريعا للجهات المسؤولة بمن فيها السلطات الولائية من أجل انتشالهم من الجحيم الذي هم فيه منذ سنوات، عن طريق ترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي المعاناة الكبيرة التي يواجهونها ويعيشونها في تلك البيوت الهشة.

وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني الحي القصديري “الوادي” بحمادي غرب بومرداس أبدوا لنا استياءهم وتذمرهم الشديدين إزاء المعاناة الكبيرة التي يعيشونها في السكنات الهشة التي يقطنونها منذ سنوات، أين لا يزال هؤلاء ينتظرون إدراج حيهم ضمن الأحياء الهشة المستفيدة من عمليات الترحيل في إطار القضاء على البيوت القصديرية بولاية بومرداس، خاصة وأنهم يعيشون يوميا رعبا كبيرا خوفا من انهيار سكناتهم فوق رؤوسهم في أية لحظة خاصة خلال الاضطرابات الجوية بسبب التساقط الكبير للأمطار مثلما حدث مؤخرا، أين عاشوا الجحيم بعدما غمرت منازلهم مياه الأمطار، ما جعل لياليهم نهارا، مؤكدين في ذات السياق أن هذا الوضع يتكرر معهم في كل مرة تساقطت فيها الأمطار ما حول حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق.

ناهيك عن غياب في تلك السكنات أدنى ضروريات الحياة المعيشية بداية بالغاز الطبيعي ما يؤدي بهم في كل مرة إلى شراء قوارير غاز البوتان التي تعرف ندرة حادة بالحي، ما يضطرهم إلى التنقل حتى للأحياء المجاورة لجلبها، غير أنهم يصطدمون بارتفاع أسعارها الذي يتجاوز 500 دج في الأيام الباردة، الأمر الذي أفرغ جيوب العديد من العائلات خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط الذين لا يستطيعون دفع ثمنها في كل مرة ما أدى بهم إلى اتباع الطرق البدائية التقليدية وهي جلب الحطب لاستعماله للتدفئة وحتى الطبخ.

هذا إلى جانب غياب الماء الشروب عن حنفياتهم ما يؤدي بهم الى شراء صهاريج من المياه التي أنهكت جيوبهم في ظل ارتفاع أسعارها خاصة في فصل الصيف، الأمر الذي تذمر منه العديد من السكان الذين لا يزالون يحلمون بحياة معيشية أفضل حتى وإن كانت بتلك البيوت، غير أنهم ينتظرون على الأقل توفير فيها متطلبات العيش الكريم.

كما لاحظنا ونحن نتجول بأرجاء الحي وضعية الطرقات التي وجدنا صعوبة في السير عليها في ظل اهترائها بالكامل لأنها لم تعرف عملية صيانة منذ سنوات، الأمر الذي زاد من سوء حالتها وعرقل من سير العديد من السكان وحتى أصحاب السيارات خاصة في الأيام الممطرة باعتبارها تتحول إلى مستنقعات وبرك مائية، في حين صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم ما يعرضهم لأمراض متنقلة عبرها خاصة منهم ذوي الحساسية والربو، ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحي ما زاد من سوء حالة السكان في ظل الروائح الكريهة ما نجم عنه انتشار الحشرات الضارة والكلاب الضالة التي تعد العامل الأساسي في نقل الأمراض والأوبئة في عز الظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر بسبب تفشي وباء “كورونا”، أين أكد السكان في ذات السياق أنهم في سنة 2021 ونحن على مقربة من بداية سنة جديدة 2022 ما زالوا يعتمدون على الحفر التقليدية المحاذية لمنازلهم بغية التخلص من فضلاتهم المنزلية والبيولوجية، حيث يقومون بحفر خنادق عميقة وتغطيتها وتوصيلها بقنوات من أجل التخلص من الفضلات التي تبقى خطرا محدقا بهؤلاء السكان الذين عبروا عن استيائهم الكبير من هذا الوضع الذي يرون فيه “الحڤرة” والتهميش من قبل الجهات المسؤولة التي في كل مرة تلتزم الصمت إزاء هذه المعاناة.

لذلك تجدد العائلات القاطنة بالحي الفوضوي “الوادي” بحمادي غرب بومرداس عن طريق هذا المنبر الحر، مناشدتها للجهات المعنية بمن فيها والي الولاية من أجل التدخل وإدراجهم ضمن المعنيين بعملية الترحيل التي تقوم بها السلطات الولائية في إطار القضاء على البيوت الهشة والتي من شأنها أن ترفع الغبن عن معيشتهم وتجعل حياتهم كباقي حياة العائلات الأخرى.

أيمن. ف