أجمع، مساء السبت، بالطارف، أعضاء الوفد الإفريقي الذي حل بالجزائر للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر على “ضرورة مواصلة المسار الذي رسمه زعماء ومناضلون من أصدقاء الثورة الجزائرية لبناء مستقبل شعوب إفريقيا”.
ولدى تنقلهم إلى ولاية الطارف للترحم على روح الدكتور فرانز فانون (1925-1961)، أوضحوا بمقبرة الشهداء ببلدية عين كرمة، وتحديدا حول ضريح هذه الشخصية التي اعتنقت الثورة الجزائرية وانضمت لجبهة التحرير الوطني من أجل حرية وسيادة الجزائر، بأن فكر ونضال فرانز فانون من أجل سيادة الشعوب الإفريقية واتحادها والذي كسر قيود الاستعمار ومكن من الخروج من الهيمنة الاستعمارية “يبقى قائما ومحفزا لشعوب القارة السمراء”.
وقد استحضر في هذا السياق الرئيس الأسبق لدولة الموزمبيق جواكيم ألبرتو شيسانو فكر ونضال فرانز فانون الذي ألهم -كما قال- الحركات التحريرية بعدة دول إفريقية وكان من منظري فكر الوحدة بين دول القارة السمراء من أجل الخروج من السيطرة والهيمنة الاستعمارية .
وعبر ذات المتحدث عن تأثره العميق لوجوده إلى جانب أعضاء الوفد من بينهم أوليفيي فانون نجل الطبيب النفساني والمناضل والمنظر فرانز فانون من أجل استحضار الذاكرة وتأكيد البعد القاري للفكر التحريري الذي نشرته الثورة الجزائرية في نفوس مناضلين أمثال فرانز فانون الذي يبقى فكره قائما ليلهم أجيال المستقبل، كما أضاف .
كما أكدت السيدة سميرة نكروما ابنة الزعيم الغاني كوامى نكروما خلال مراسم الترحم على روح فرانز فانون بأن “النضال الذي جمع المناهضين للاستعمار بالأمس يدفعنا اليوم إلى النظر إلى المستقبل بفكر الوحدة والتكامل ما بين الدول والشعوب الإفريقية من أجل التصدي لكل الأشكال الجديدة للهمينة والتخلص من قيود التبعية”.
للتذكير، فقد التحق فرانز فانون الذي ولد سنة 1925 بجزر المارتينيك بجيش التحرير الوطني سنة 1955 وذلك بعدما تخلى عن منصبه كطبيب نفساني مختص في الأمراض العقلية بمستشفى البليدة ليتفرغ للنضال بفكره المناهض للاستعمار .
وقد توفي فرانز فانون بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1961 ودفن بولاية الطارف تنفيذا لوصيته التي أصر فيها على دفنه بأرض الجزائر تاركا وراءه عدة أعمال فكرية مناهضة للعنصرية والاستعمار.
ق/ث