التربية الإلكترونية

التربية الإلكترونية

نتحدث اليوم عن استخداماتنا لوسائل التقنية الحديثة التي هي نعمة إن سخرت للفضيلة، ونقمة إن سخرت للرذيلة. إن من الواجب علينا ونحن ندين الله بهذا الدين العظيم ورضينا به شرعة ومنهاجًا أن نستخدم هذه التقنية استخداما يليق بمكارم الأخلاق، وأن نسخرها في الدعوة إلى الله، ونشر الفضيلة، ونبذ الرذيلة، وتقديم النصيحة للمسلمين وتطويعها لخدمة الفرد والجماعة، لا أن تُسخر بما لا يخفى على كثير منكم من أمور منكرة تنمّ عن عقلية جاهلة بهيمية عمياء. إن مما طغى فعله أن هناك فئة عمرية تستخدم هذه التقنيات بطريقة تجعلها مدخلاً من مداخل الشيطان، فهناك الكثير من ضحايا التربية الإلكترونية والتربية الفضائية الخاطئة الذين أساؤوا استخدامها بشكل أضر بهم وبمجتمعهم، واستشرى شرها في المدارس والجامعات والأسواق، وكافة المناسبات، عن طريق متربصين عابثين وعابثات، همهم أذية المسلمين ونشر الفاحشة بينهم، حتى تضمنت أفعالهم المشينة عدد من المحاذير وقع فيها من قل نصيبه من العقل والفهم والعلم والخشية والتقوى، ومن هذه المحاذير:

أولًا: حب نشر الفاحشة بين المسلمين، والله تعالى قد توعد من هذه حاله، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” النور: 19، أي يحبون أن تفشوا الفاحشة وتنتشر يحبون ذلك ويعملون له، قال قتادة يحبونَ أَن يظْهر الزِّنَا. فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك من إظهاره ونقله؟ وتأمل في عقابهم؛ قال تعالى: “لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ”

الثاني: الستر على المسلمين وعدم التعرض لهم بالأذى الحسي والمعنوي. والذي يحب إشاعة ونشر الفاحشة عبر وسائل التقنية تنافى فعله مع حب الستر؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ”. وقال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”، وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

الثالث:  إن الاستخدام السيئ لهذه النعم تضمن أمرًا خطيرًا، وهو المجاهرة بالمعصية والتفاخر بها، والتباهي بفعلها بين الناس، وهذا أمر في غاية الخطورة؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ”.

 

من موقع الالوكة الإسلامي