التراث الفلسطيني… هدفٌ لهمجية الاحتلال الإسرائيلي

التراث الفلسطيني… هدفٌ لهمجية الاحتلال الإسرائيلي

 

نبّه وزير الثقافة الفلسطينية عاطف أبو سيف من أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بـ “عملية تدمير ممنهجة” للتراث الفلسطيني في غزة، حيث يشن حرب إبادة منذ السابع من أكتوبر الماضي، عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو “القسّام”، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 صهيوني واحتجاز 240 رهينة.

وتستهدف قوات الاحتلال كل مقومات الحياة، من البشر والحجر والشجر والماء، في قطاع غزة، حيث استشهد حتى الجمعة الماضية 18 ألفاً و800 فلسطيني، بينهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة في القطاع، وأصيب 51 ألف شخص منذ بدء العدوان.

وفي هذا السياق، قال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، في تصريح له من غزة، إن التراث والمباني التاريخية الفلسطينية في قطاع غزة “تتعرض لمجزرة بشعة على أيدي جيش الاحتلال في حربه المتواصلة ضد شعبنا في قطاع غزة”.

وأضاف أبو سيف أن الاحتلال دمّر عشرات المباني التاريخية، بما في ذلك كنائس ومساجد قديمة وبيوت وأسواق تعكس عمق الحضور الفلسطيني في أرضه. كما استهدف القصف الإسرائيلي المكتبات ودور النشر والمؤسسات الثقافية والمتاحف التي تضم في جنباتها لقى أثرية تعود للحقب المختلفة منذ آلاف السنين، إلى جانب موجودات تراثية من أثواب فلسطينية قبل النكبة ومقتنيات من الحياة العامة في فلسطين وكتب قديمة ومخطوطات ووثائق.

وأكد أبو سيف أن ما يجري من حرب على مكونات الثقافة الوطنية واستهداف التراث الفلسطيني هو “استمرار لما قامت به العصابات الصهيونية خلال النكبة من سرقة المقتنيات واللقى الأثرية واستهداف البنية التحتية الثقافية واستلابها”.

وأوضح أن “المساس بالتراث الفلسطيني هو مساس بتراث البشرية”، وطالب “المؤسسة الأممية بتبني سياسات لردع دولة الاحتلال عن مواصلة هذه الانتهاكات الخطرة بحق هذا الإرث الحضاري لشعبنا وللبشرية، وقيادة حراك دولي لوقف هذا المحو للتراث والإرث الفلسطيني الممتد لآلاف السنين”.

وأكد أنه “لا يمكن لأحد أن يقضي على ثقافة شعب، والاحتلال مهما حاول ومهما فعل لن يتمكن من انتزاع الثقافة الفلسطينية، أو منع المثقف الفلسطيني عن القيام بدوره. تاريخياً، كان للثقافة الوطنية الفلسطينية دور مهم في الحفاظ على الهوية والنضال، وغزة فيها كوكبة كبيرة من المثقفين المتميزين، إلى جانب الشباب الذين يناضلون في الحرب بالكتابة عن حياتهم وبقائهم وصمودهم”.

وكان أبو سيف قد وجّه رسالة للمديرة العام لمنظمة يونيسكو أودري أوزلاي، مطالباً بتدخل المنظمة الدولية والهيئات المختلفة لحماية التراث الفلسطيني. كما وجّه رسائل مشابهة لكل من مدير عام المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (ألكسو) محمد ولد أعمر، وللمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) سالم بن محمد المالك، مطالباً بموقف عربي وإسلامي لحماية التراث الفلسطيني مما يتعرض له من حرب الإبادة هذه.

ق\ث