باشرت، مؤخرا، السلطات المحلية لعين البنيان بالعاصمة، تزامنا مع شهر رمضان الكريم، حملة نظافة وتهيئة واسعة النطاق عبر عدد من الأحياء، لتطهير شوارعها من التجارة الفوضوية، نتيجة استغلال الأرصفة من طرف
تجار الخضر والفواكه منذ سنوات.
وشرعت مصالح الأمن بالتنسيق مع السلطات المحلية، في حملة واسعة لمحاربة التجارة الفوضوية، أين مست حي “بلاطو” الذي لطالما انتشرت فيه التجارة الفوضوية وساهمت في خلق اكتظاظ مروري في طرقاته على مدار الأسبوع، إضافة إلى الطرقات المؤدية إلى حي “المنظر الجميل”، لاسيما بعد تحول المكان إلى شبه مفرغة عمومية بسبب هؤلاء التجار الذين يعمدون إلى ركن مركباتهم على طول الرصيف، وبيع مختلف المنتوجات الفلاحية، في وقت يتركون النفايات وبقايا الخضر مرمية حين مغادرتهم للمكان مساء.
وتضمنت هذه الإجراءات تطهير الأرصفة وحواف الطرقات الرئيسية المتواجدة بالحيين من الباعة الفوضويين، الذين شوهوا الوجه الجمالي للمدينة من جهة، وخلفوا وراءهم نفايات عجزت البلدية عن رفعها من جهة أخرى، خاصة وأن مكان ممارستهم لهذه النشاطات الفوضوية على حافة الطرقات الرئيسية، الأمر الذي أثّر بشكل مباشر على المارة وزوار المنطقة، وشل الحركة المرورية بشكل كبير، باعتبار أن هذين الحيين يعتبران على حد شهادة العديد من السكان، شريان المرور بالمدينة، وشملت حملة النظافة الطرقات التي استغلها التجار بطريقة غير شرعية لممارسة نشاطهم، حتى أصبح سكان المدينة يعتبرونه سوقا للخضر والفواكه.
من جهة أخرى، رحب السكان، بهذه المبادرة التي كانت تشكل مصدر إزعاج للقاطنين بالقرب منهم، وطالبوا بضرورة تعميمها على العديد من الأحياء التي ما تزال تعاني من هذا المشكل، في وقت طالب آخرون بضرورة توفير البديل كون هؤلاء التجار كانوا يوفرون مختلف المنتوجات بأسعار معقولة.
من جهتهم، برر عديد التجار استنجادهم بالأرصفة، بغياب البديل للاسترزاق أمام غياب أسواق نظامية، فاستنجدوا بالأرصفة لكسب قوتهم اليومي، مشيرين في السياق ذاته إلى أنهم “تعبوا من هذا النشاط التجاري غير القانوني، غير أنهم لم يجدوا البديل”. وأمام هذا الوضع، يبقى التجار يعانون أمام عدم اكتمال معظم أشغال المشاريع التي تخص انجاز أسواق نظامية تقنن التجارة وتنظمها، في وقت يتقاسم المسؤولون المحليون معاناة من نوع آخر كان سببها هؤلاء التجار.