التجارة باب من أبواب الرزق، ومن عمل بالتجارة من المسلمين، فلا يشك أنه يرغب أن يوفق فيها وأن يبارك الله له، فالتاجر قد لا يوفق في تجارته، وقد يوفق ولا يبارك له، وقد يوفق ويُبارك له وهذا هو المغبوط، والتجارة قبل كل شيء توفيق من الرحمن، ثم بذل للأسباب، التي تكون بعد عون الله عز وجل من أسباب التوفيق في التجارة، والبركة فيها، ومن تلك الأسباب:
– التجارة في الحلال: فالتجارة في الحرام مهما ربح التاجر منها من أموال كثيرة، فإن تلك الأموال لا بركة فيها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من يأخذ مالًا بحقه يُبارك له فيه، ومن يأخذ مالًا بغير حقه، فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع ” أخرجه مسلم. فالمكتسب للمال من غير حله كمن تجارته في الحرام، فإن ماله لا بركة فيه، وقد يكون من أسباب عدم توفيقه في التجارة.
– ألاَّ تلهي التجارة عن طاعة الله: قال الله عز وجل: ” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” النور: 36 – 38. فمن رغب التوفيق والبركة في التجارة فلا تلهيه تجارته عن طاعة الله، فالصحابة كانوا يعملون في التجارة، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: ” كنت أبيع التمر في السوق”. أخرجه ابن ماجه. وقال عبد الرحمن بن عوف: دلوني على السوق، فدلوه على السوق فذهب فاشترى وباع وربح. أخرجه أحمد. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنت أبيع الإبل. أخرجه ابن ماجه. ولم تلهيهم تجارتهم عن طاعة الله، قال ابن عباس رضي الله عنهما، عنهم: كانوا تجارًا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله” أخرجه الطبراني.
– التبكير في التجارة: عن صخر الغامدي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” اللهم بارك لأمتي في بكورها “، وكان صخر رجلًا تاجرًا، وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار، فأثرى وكثرُ ماله. أخرجه الإمام الترمذي، وصححه الألباني.
موقع إسلام أون لاين