عاد المسئولون الأمريكيون ليضاعفوا السقوط السياسي والأخلاقي للولايات المتحدة وهى تضع كل دعمها وراء إسرائيل لتقتل المزيد من الأطفال الفلسطينيين ولتضاعف الدمار في غزة، ولتحقق خطوات جديدة لتنفيذ سياسة التهجير فرغم المذابح التي تقوم بها إسرائيل بدعم أمريكا وبريطانيا فإن شيئاً من أهداف إسرائيل أو أمريكا لم يتحقق حتى الآن باستثناء المزيد من قتل الفلسطينيين المدنيين وتدمير ما تبقى من مستشفيات ومدارس ومنازل في غزة.
ولذا سارعت امريكا لإجهاض مشروع قرار في مجلس الأمن الداع إلى وقف إطلاق النار ما يعني فشل مجلس الأمن الدولي في تبنّي مشروع قرار قدمته المجموعة العربية إلى مجلس الأمن الدولي برعاية قياسية بلغت 100 دولة، على الرغم من نيله 13 صوتاً، وذلك بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” لعرقلة مشروع القرار، وهو ما يعبر عن سقوط أخلاقي مدو للإدارة الأمريكية.
ويدعو مشروع القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لدواعٍ إنسانية، كما أكّد ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإدخال المساعدات بكميات كافية إلى القطاع المحاصر ومن كل المعابر.
فوضع واشنطن فيتو ضد قرار يدعو لوقف النار في غزة بعد شهرين من حرب لا يتردد الرأي العام العالمي عن وسمها بحرب الإبادة هو إدانة من قبل أكبر قوة عالمية بالموت على مئات آلاف البشر، والتعبير عن روح الانتقام وارادة اذلال شعب كامل والتنكيل به ودفع حكومة اسرائيل الى الاستمرار في نهج العنصرية والتشجيع على الكراهية”.
فبهذا واشنطن توجه بهذا الفيتو طعنة قاتلة لمنظومة المجتمع الدولي وللقانون الانساني وتضع السلام العالمي على كف عفريت وتقدم الدليل على انهيارها الأخلاقي “.
ولقد أثبت الفيتو الأمريكي أن الحرب هي بالأساس حرب الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني وما تبقى منه في الأراضي المحتلة، وأن إسرائيل ليست في النهاية سوى أداة تستخدمها واشنطن لتحقيق مصالحها الشرق أوسطية”.