متى يعفو الله عمن أساء؟ ما الذي يمحو سيئاتنا؟ ويكفِّر عنَّا معاصينا؟ من أفعالنا نحن؛ أن نتوب إلى الله، عَنْ عَبْدِ اللَّه بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ، كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ” رواه ابن ماجه، وإذا كان خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في كل يوم عشرات المرات، فعَنْ الْأَغَرِّ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ” روته مسلم. ما الذي فعله صلى الله عليه وسلم من المعاصي حتى يتوب؟ لكن حتى يعلمنا، فهل نتوب إلى الله في اليوم والليلة مائة مرة.قال تعالى ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ” نوح: 10_ 13.
فالاستغفار يمحو الذنوب أيضاً، إذا تاب العبد هو مستغفر، وإذا استغفر فهو تائب، لكن إذا جمعت التوبة والاستغفار أدى كلُّ لفظ معنى. ومن شروط التوبة النصوح؛ الإقلاع عن الذنب حتى تقبل توبتك لا بد أن تقلع عن الذنب، العزم على ألا تعود، الندم على ما فعلت، ردُّ الحقوق إلى أهلها إن كانت المعصية من حقوق الناس، سواء كانت غيبةً أو نميمةً أو ما شابه ذلك، فتستغفر لإخوانك، أو أموالاً فتردها إليه أو تستسمحهم. لذلك جاء في الحديث: “مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً”. رواه الطبراني. كم عدد المؤمنين والمؤمنات؟ من يحصيهم إلاَّ الله سبحانه وتعالى، لا تبخل على إخوانك بالاستغفار. وكذلك الحسنات؛ ماحيات للسيئات، قال الله: ” إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ” هود: 114، ما هي الحسنات؟ الحسنات تشمل الصلواتِ، والأذكارَ والصدقاتِ، وصلة الأرحام والأقارب، وردَّ السلام، إلى غير ذلك.